من أراد أن يعرف عوار المذهب الداعشي بقولهم زوراً وبهتاناً:
“إنّ آيات السيف من سورة التوبة نزلت في الكافرين عامة فأباحت قتلهم لمجرد الكفر، قاتلوا أو لم يقاتلوا”
ما عليه إلا أن يقرأ السورة من بدايتها دون تقطيع أو خروج من السياق:
“بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ”
النذارة لمن ؟
والمهلة لمن ؟
“إلى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ”
أولئك المخاطبون بقوله سبحانه:
“فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ”
النذارة واضحة وضوح الشمس لا علاقة لها بعموم المشركين بل هي لفئة من المشركين، وليس لكل المعاهدين منهم بل لفئة من تلك الفئة وهم الذين نقضوا العهد ليسَ غيرُ، ولذلك قال في السياق المترابط بعدها :
“إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ”
– إلى قوله –
“فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ”
– إلى قوله –
“حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ”
يا ناس ! الإنذار بالسيف من أوله إلى آخره لا علاقة له بالمشركين الذين لم يعاهدوا ولم يقاتلوا كالوثنيين من التركمان أو النصارى من الحبشة في ذلك الزمان، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“اتركوا الترك ما تركوكم، ودَعوا الحبشة ما وَدَعوكم”
يا أخي: افتح القرآن وتجرّد من التعصّب، ثم اقرأ الخطاب من مبدئه دون تقطيع أو تدليس، تفهم مراد الله