مازلنا مع ابن ثوبان راوي الحديث النبوي “بُعثت بالسيف”
إن كان بعض النقّاد قد وثقوا ابن ثوبان فلا ضير في ذلك ولا تعارض لأن الرجل رحمه الله ورضي عنه كان إماماً صالحاً صدوقاً جليل القدر من أشراف الشاميين لكنه لم يكن معصوماً من المرض وما أدراك ما مرض ابن ثوبان ..
طرأ على ابن ثوبان تحوّل غامض فاعتزل ثغر الرباط [ بيروت ] وهجر المساجد ولذلك قال الإمام الذهبي : ” فيه خارجية ” اهـ لكن الأمر – في الحقيقة – لا يتعلّق بزيغ أو ضلال ، هو أيسر من ذلك … الأمر يتعلّق باعتلال صحي ليس غيرُ .
سعى الإمام الأوزاعي صاحب ابن ثوبان لإخراجه من الحفرة التي سقط فيها وكان في حيرة من أمره حتى تبيّن له أنه مصاب بمرض عقلي .
صدق أو لا تصدّق !
راوي حديث السيف كان مصاباً بالجنون ؟
بالطبع هذه التهمة الخطيرة تحتاج إلى مزيد من الدلائل والقرائن وفي هذا المقال نزيد على ما تقدّم نقله من الحكايات والقصص ما رواه يعقوب بن سفيان بسند صحيح .
قال الإمام يعقوب بن سفيان في تاريخه [ 2 / 392 ] : حدثنا العباس بن الوليد عن أبيه قال : لما كانت السنة التي تناثرت فيها الكواكب خرجنا ليلاً إلى الصحراء مع الأوزاعي وأصحابنا ومعنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، قال فسلّ سيفَه فقال :
إن الله قد جدّ فجدّوا
قال : فجعلوا يسبّونه ويُؤذونه وينسبونه إلى الضعف
قال فقال الأوزاعي :
” إني أقول أحسن من قولكم عبد الرحمن قد رفع عنه القلم أي أنه مجنون ” اهـ .
إسناد الرواية صحيح جدّاً ، العباس بن الوليد بن مزيد إمام ثقة وأبوه إمام ثقة من أجل أصحاب الأوزاعي إمام أهل السنة في الشام .
الرواية مثبتة في تاريخ يعقوب بن سفيان ومن طريقه أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق بإسناده إليه . ونقلها الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال وتاريخ الإسلام .