أبو محمد العدناني يبارك قتل “مدوس العنزي” !

في خطابه السابق؛ دعا الناطق الرسمي باسم داعش أبو محمد العدناني المنعزلين عن الدولة إلى جهاد البصقة والركلة واللكمة أينما كانوا فاستجاب له بعض المراهقين السفهاء، وفي خطابه الأخير بارك العدناني غدرةَ الأحمقَيْن اللئيمَيْن “سعدٍ” و”عبد العزيز” بابن عمّهما “مِدْوس العنزي” – رحمه الله – ووصف فعلهما بالفعل الجَسور . 

العدناني نفسه يعلم أن جهاد البصقة الذي دعا إليه في خطابه القديم لا يقدر على إنفاذه إلا أحمق جسور، مفرط الشجاعة والإقدام والجراءة دون ادنى اعتبار لوازعٍ أو حيطة أو حَذر، وليس ذلك طبع الذئاب ولا الكلاب بل هو طبع الخنزير الوحشي كما تقدّم بيانه، وكنا نظنّ أنّ هذا المخلوق المسخ قد انقرض بعد الإسلام من براري الجزيرة العرب!

قال الحكماء من قديم الزمان: إنّ الشجاعة المفرطة والانفلات على الخصوم من غير وازعٍ أو قَيْدٍ هو في الحقيقة مؤشّر على المرض لا الصحة، لأنّ الله تبارك وتعالى لم يفطر البشرية على التوحّش، والإنسان السَّويُّ البالغ مخلوق ذكي يتحكّم عقله السليم الذكي بأفعاله الإرادية فينهاه عن مواقعة ما يضرّه من المحظورات، فالعقل السليم كرّم الله بني آدم على سائر المخلوقات، ولذلك وصف الله الأسوياء من البشر بأولي النهى [ سورة طه / آية 54 ] . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم الصفوف للصلاة بقوله :

 “لِيَلِني منكم أولوا الأحلام والنُهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم”.

فقوله صلى الله عليه وسلم : “أولوا الأحلام” أي البالغون، “والنُهى” أي الراشدون أصحاب العقول التي تنهى عن مواقعة ما يضرّ من المحظورات، “ثم الذين يلونهم” أي البالغون من السفهاء والمعتوهين والمجانين أو الصبيان الصغار الذين لم تنضج عقولهم، وسمّي الصبي صبيّاً لأنه يصبو إلى ما يريد دون وازع عقلي ينهاه عن المحظور.

وكنتُ قد ذكرت فيما مضى أن الفقهاء قد اتفقوا على المقاصد الكلية العليا للشريعة الإسلامية أو ما يُعرف اصطلاحاً بالضروريات الخمس وهي :

“حفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل”

وهذه الضروريات ليست من خصائص الإسلام بل هي مراعاة في جميع الملل والشرائع السماوية وقد أتمّها الله تبارك وتعالى بالشريعة الإسلامية ومن أجل ذلك حرّم الله الخمرَ على المسلمين.

هنا سأكشف للقارئ الكريم حسنةً من محاسن الإسلام وفضله، وسرّاً من أسرار الشريعة الإسلامية قد لا يجدها الباحثُ في كثير من الكتب الفقهية التي تكلّمت في علل تحريم الخمر، والسرّ – بالطبع – ذو صلةٍ بما نخوض فيه …

فإلى لقاء قريب إن شاء الله

نسخة للطبع نسخة للطبع