كُتب في الصحيفة التي كانت محفوظة في قراب سيف النبي صلى الله عليه وسلم:
“المَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عائر إِلى ثَوْرٍ ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً أَوْ آوَى مُحْدِثاً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقبل منه صرْفٌ ولا عَدْلٌ”
عائر وثور جبلان تعرف بهما الحدود الجغرافية الشمالية والجنوبية للمدينة المنورة في العهد النبوي، وقد تقدّم الكلام عن هذا الحديث عند الكلام عن “وثيقة المدينة” التي كُتبت في الأيام الأولى من الهجرة النبوية، وهذا النصّ النبوي من النصوص المقطوع بصحّتها وثبوتها وهو من أصح الأحاديث النبوية عند أئمة السنة، سمعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة فكتبه في كتاب كان محفوظاً عنده معلّقاً بقراب السيف أو في قراب سيف النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخرج عليٌّ تلك الصحيفة للناس فقرأها عليهم كما في صحيح البخاري ومسلم وسائر المسانيد والصحاح، والحديث من النصوص المتواترة قد روى نحوه أبو هريرة وأنس وأبو أمامة وأبو سعيد الخدري وجابر وسعد وغيرهم رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
والحديث لحُسن الحظ هو كذلك من أصح الأحاديث عند الشيعة فالحمد لله، رواه الكليني في الكافي في كتاب الديات بإسناده إلى الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه قال: وُجِدَ في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صحيفة فذكر نحوه.
وروّيناه بإسناد أعلى عن الإمام الرضا والد الصادق كما قال الإمام الشافعي في الأم [ ج7/4]: أخبرنا سفيان بن عيينة عن محمد بن إسحاق قال قلت لأبي جعفر محمد بن علي: ما كان في الصحيفة التي كانت في قراب سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم – فذكر نحو حديث الصادق -.
يا معشر السنة والشيعة؛ الحجة قائمة عليكم جميعاً فاتقوا الله، إياكم والعبث في المدينة المنورة :
“مَنْ أحدثَ حَدَثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”