التنظيم السري باختصار شديد كان ذراعاً تنظيميّاً صغيراً يسميه قدماء الإخوان “التنظيم الخاص” وهو عبارة عن تشكيلة تنظيمية مسلحة غير الكتائب المعروفة للناس، أوكلت إليها بعض المهام الخطيرة ذات الطابع السري التي لا ترغب القيادة في تبنيها ! وقد اتهم التنظيم الخاص بالتورط في بعض الأعمال الخطيرة كاغتيال القاضي “الخازندار” و”النقراشي باشا” رئيس الحكومة، وأعمال آخرى كتفجير الحي اليهودي ونحوه مما انفضح أمره بعد إحالة المتهمين إلى المحاكم العلنية.
وقد سبّب الكشف المبكر عن ذلك الفرع الإخواني في بدايات الطريق الطويلة إحراجاً شديداً لحسن البنا فاضطرّ إلى التبرّؤ من الفرع الخاص وجرائمه التي نُسبت إلى الإخوان المسلمين، وأصدر بيانه الشهير “ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين”.
لكن التهمة لصقت بالإخوان ولذلك اضطروا إلى استخلاف الهضيبي بعد مقتل البنا لتأكيد منهج البراءة من الإرهاب، والهضيبي شخصية مرموقة معروفة بالاعتدال ومجانبة الإرهاب والتكفير.
لم يزل المؤرخون حتى يومنا يتقاذفون التهم في تلك الأحداث، والرواية الإخوانية هنا تؤكد بأن البنا لم يصدر أمراً صريحاً باغتيال الخازندار ولا غيره وإنما ذكر كلاماً في ذمّه، كلمات قالها في ساعة غضب، ظنّها الظانّون رخصة في قتله، والله أعلم بالحقيقة الكاملة.
وما يهمّنا معرفته هو أنّ الجماعة التي زعم إمامُها المؤسس بأنّ طريقها طويلة تحتاج إلى التأني والصبر قد حاولت أن تنشئ ذراعاً صغيراً موازياً للتسرّي بأعمال تكتيكية غير قانونية لم تكن القيادة ترغب في تحمّل مسؤوليتها علناً، يعني – من الآخِر – على طريقة التسرّي بالإماء الجواري في العصور الغابرة باعتباره من الأعمال الجائزة …(1)
لكن الذراع الإخواني – لسوء الحظ – هُتك سترُه وانفضح أمرُه، فاستشرف للبنا الحسّادُ والخصوم، وكلّ ذي نعمة محسود، فاغتيل البنا غدراً بذات الحيلة، أخذوه مِثلاً بمِثل، والله يقضي بينهم يوم القيامة.
فشلت خطة التسرّي وأغلق ملف التنظيم الخاص بالبراءة المعلنة من البنا قبيل موته، ومن خليفته الهضيبي الذي جاهر بالبراءة من التنظيم السري الخاص تمهيداً لاعتماد المخطط الجديد وما أدراك ما الجديد !
ــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) التسري هو التمتع الجنسي المشروع بمِلك اليمين كما قال تعالى:
“وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ”
[سورة المؤمنون آية 5-7]
وكان عملاً حلالاً بالنص القرآني شائعاً في الأمم القديمة لكنّ الرجال في العهود القديمة – قبل الإسلام وبعده – كانوا يخشون غَيرة الأزواج الحرائر فيأتون الإماء الجواري سِرّاً في الليالي المظلمة، يستحلّونه ويستحلُونه ويكرهون علانيته، فهو الحلو المُرّ، ولذلك قالت العرب للجارية المملوكة “سِرِّيّة” ويُقال “سُرِّيّة” و”سَريّة” ! بكسر السين من السِر لأنّ مالكها كان يتسّرى إليها سِرّا بليل ليخفي فعلته عن الزوجة، وبضم السين “سُريّة” أبدلت إحدى الراآت ياءً، من السُرور لأنها كانت تُدخل السرور والمتعة على مالكها، وبفتح السين من السَّريّ وهو الشيء النفيس، وهو مجمع المعاني لأنّ الشيء النفيس يحتفظ به مالكه وسيّدُه لخاصته، فيأتيه سراً، ويتذوّق عُسَيْلَتَه ثم لا يدري الناسُ إذا رجع إليهم ما مصدر سعادته !
التنظيم السري باختصار شديد كان ذراعاً تنظيميّاً صغيراً يسميه قدماء الإخوان “التنظيم الخاص” وهو عبارة عن تشكيلة تنظيمية مسلحة غير الكتائب المعروفة للناس، أوكلت إليها بعض المهام الخطيرة ذات الطابع السري التي لا ترغب القيادة في تبنيها ! وقد اتهم التنظيم الخاص بالتورط في بعض الأعمال الخطيرة كاغتيال القاضي “الخازندار” و”النقراشي باشا” رئيس الحكومة، وأعمال آخرى كتفجير الحي اليهودي ونحوه مما انفضح أمره بعد إحالة المتهمين إلى المحاكم العلنية.
وقد سبّب الكشف المبكر عن ذلك الفرع الإخواني في بدايات الطريق الطويلة إحراجاً شديداً لحسن البنا فاضطرّ إلى التبرّؤ من الفرع الخاص وجرائمه التي نُسبت إلى الإخوان المسلمين، وأصدر بيانه الشهير “ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين”.
لكن التهمة لصقت بالإخوان ولذلك اضطروا إلى استخلاف الهضيبي بعد مقتل البنا لتأكيد منهج البراءة من الإرهاب، والهضيبي شخصية مرموقة معروفة بالاعتدال ومجانبة الإرهاب والتكفير.
لم يزل المؤرخون حتى يومنا يتقاذفون التهم في تلك الأحداث، والرواية الإخوانية هنا تؤكد بأن البنا لم يصدر أمراً صريحاً باغتيال الخازندار ولا غيره وإنما ذكر كلاماً في ذمّه، كلمات قالها في ساعة غضب، ظنّها الظانّون رخصة في قتله، والله أعلم بالحقيقة الكاملة.
وما يهمّنا معرفته هو أنّ الجماعة التي زعم إمامُها المؤسس بأنّ طريقها طويلة تحتاج إلى التأني والصبر قد حاولت أن تنشئ ذراعاً صغيراً موازياً للتسرّي بأعمال تكتيكية غير قانونية لم تكن القيادة ترغب في تحمّل مسؤوليتها علناً، يعني – من الآخِر – على طريقة التسرّي بالإماء الجواري في العصور الغابرة باعتباره من الأعمال الجائزة …(1)
لكن الذراع الإخواني – لسوء الحظ – هُتك سترُه وانفضح أمرُه، فاستشرف للبنا الحسّادُ والخصوم، وكلّ ذي نعمة محسود، فاغتيل البنا غدراً بذات الحيلة، أخذوه مِثلاً بمِثل، والله يقضي بينهم يوم القيامة.
فشلت خطة التسرّي وأغلق ملف التنظيم الخاص بالبراءة المعلنة من البنا قبيل موته، ومن خليفته الهضيبي الذي جاهر بالبراءة من التنظيم السري الخاص تمهيداً لاعتماد المخطط الجديد وما أدراك ما الجديد !
ــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) التسري هو التمتع الجنسي المشروع بمِلك اليمين كما قال تعالى:
“وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ”
[سورة المؤمنون آية 5-7]
وكان عملاً حلالاً بالنص القرآني شائعاً في الأمم القديمة لكنّ الرجال في العهود القديمة – قبل الإسلام وبعده – كانوا يخشون غَيرة الأزواج الحرائر فيأتون الإماء الجواري سِرّاً في الليالي المظلمة، يستحلّونه ويستحلُونه ويكرهون علانيته، فهو الحلو المُرّ، ولذلك قالت العرب للجارية المملوكة “سِرِّيّة” ويُقال “سُرِّيّة” و”سَريّة” ! بكسر السين من السِر لأنّ مالكها كان يتسّرى إليها سِرّا بليل ليخفي فعلته عن الزوجة، وبضم السين “سُريّة” أبدلت إحدى الراآت ياءً، من السُرور لأنها كانت تُدخل السرور والمتعة على مالكها، وبفتح السين من السَّريّ وهو الشيء النفيس، وهو مجمع المعاني لأنّ الشيء النفيس يحتفظ به مالكه وسيّدُه لخاصته، فيأتيه سراً، ويتذوّق عُسَيْلَتَه ثم لا يدري الناسُ إذا رجع إليهم ما مصدر سعادته !
ملاحظة: يظهر في الصورة أعلاه النقراشي باشا بصحبة الملكيْن؛ فاروق وعبد العزيز بن سعود