بمناسبة انعقاد المؤتمر العالمي لمكافحة تغير المناخ COP 22

لا يمكن لمشتغل في قضيّة التغيّر المناخي وسُبُل مكافحة المخاطر المحيطة بالحياة على الأرض أن يغفل عن أسطورة تاريخية هي من أعظم قصص القرآن والتوراة والإنجيل …

“نوح والطوفان” 

  في تلك القصة أبرز القرآن الكريم صنفين من الناس:

–        كافراً من شرّ الخليقة، غافلاً، كسولاً، اتكاليّاً، غبيّاً، نرجسيّاً أنانيَّاً، لا يهمّه إلا نفسه، ولا يشغله غير بطنه وفرجه ..

قال سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ

–        ومؤمناً من خير الخليقة، يقظاً، فعولاً، نشيطاً، ذكيّاً، حُمّل أمانة ثقيلة فحملها وتكفّل بحفظ الحياة، وأعدّ العدة لمواجهة الكارثة العظيمة، فجعله الله سبباً لصلاح الأرض وحفظ الضرع والزرع والحرث والنسل.

فعلى مثل هذا يُحمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

  “كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”

يزعم علماء التاريخ بما وقفوا عليه من آثار وأحافير أنّ الحضارة الفرعونية في مصر والسومرية في بلاد الرافدين هما من أقدم الحضارات الإنسانية على وجه المعمورة، ويزعمون أنّ المجتمع الإنساني تطوّر مع نهاية العصر الحجري قبل 10.000 سنة، فانتقل من مرحلة المجتمع الفردي والقَبَلي الذي يعتمد على الرحلة والقنص والصيد إلى مرحلة الاستقرار التوطّن والتدجين بتربية المواشي والطيور وفلاحة الأرض مما أدى إلى نشأة التجمّعات الإنسانية الكبيرة المستقرة، ومن ثَمّ نشأت المُدُن والقرى فتطوّرت نُظُم التجارة والصناعة والعمران فنشأت الحضارات، وآثار تلك الظاهرة بارزة بعض البلدان كمصر وبلاد الرافدين والصين وشبه القارة الهندية وغيرها.

وهنا يجب الانتباه إلى معلومة تاريخية هامة لا تتعلق بالحضارة والعمران والتجمّعات البشرية بل بنشأة أول نظام الدولة في التاريخ الإنساني.

والسؤال هنا: 

لماذا يظنّ جهابذة علم التاريخ والاجتماع الإنساني:

 إنّ مصر هي أول بلدٍ على وجه الأرض نشأ فيها “نظامُ الدولة”؟
 

نسخة للطبع نسخة للطبع