بهذا اعتذروا لحسن البنا

رسائل الإمام حسن البنا وشعاراته وخطبه الفصيحة بلغت من الوضوح والبواح ما لا يحتمل التأويل، ولذلك فإنّ كل من تصدّى لدفع تهمة الإرهاب عن الإخوان المسلمين والذبّ عن “حسن البنا” اعتمد على نظرية “الظرف الاستثنائي” لأنّ الجماعة التي تأسست عام 1928 نشأت في ظرف استثنائي كان عصر الاستعمار الأوربي كما نشأت في ظروف تداعيات وعد بلفور وهو كافٍ لتبرير رفع شعار الجهاد المسلح لمكافحة المشروع الصهيوني الاستعماري. 

وخلاصته أنّ الأهداف والغايات والتوجيهات الصادرة عن البنا إنما كانت إصدارات ظرفية تعكس الآلام والآمال التي كانت تراود السواد الأعظم من الأمة العربية والإسلامية في ذلك العصر بعد انكشاف الغطاء العثماني، فتلك هي حيلة التفصّي من تهمة الإرهاب والتطرّف، كالحديث عن الخلاف بين الإرهاب والمقاومة.

وللوهلة الأولى يمكن القول بأنها دفوعات ذكيّة معقولة لمن لم يستوعب ما صدر عن “البنا” وكيف جرت الأمور بناءً على تلك الإصدارات، ويكفي لتفطير قلب المسلم تذكيره بالقضية الفلسطينية.

هذا مربط العقدة لأنّ الأهداف والغايات – كما يزعم المحامون – قد بطل مفعولها بانتهاء الظرف الاستثنائي ! وعليه نقول إنّ جماعة الإخوان المسلمين هي الأخرى قد بطل مفعولها وانتهت صلاحيتها ووجب حُلَّها لأن الجماعة قد فشلت في الانفكاك من خطوط الإمام حسن البنا.

والحقيقة أنّ “حسن البنا” ليس متهماً ببعض الجرائم الإرهابية المنسوبة إلى التنظيم السري فحسب! بل متهماً بتأسيس العقائد الأيديولوجية  الداعشية التي وصفها بأمل الآمال وغاية الغايات، وعند الحديث عن الفكر الداعشي تنصرف أذهان المغفّلين هنا إلى بعض الفوارق الشكلية في المظاهر الداعشية كارتفاع درجة التكفير أو قطع الرؤوس ونحو ذلك من الأعمال البشعة على طريقة الإعلامي -ذي الحمّالتين الذي زعم أن سيّدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه هو أول الدواعش !وتلك ملوخية فوضى الربيع العربي .. 

للحديث بقية لتفسير مقصودنا بالفكر الداعشي.


نسخة للطبع نسخة للطبع