” خرافة سفينة “
روى الإمام أحمد وصححه ابن حبان والحاكم عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
” الخلافة ثلاثون عاماً ، ثم يكون بعد ذلك الملك ” .
قال سفينة : ” أمْسِكْ ! خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتين ، وخلافة عمر رضي الله عنه عشر سنين ، وخلافة عثمان رضي الله عنه اثني عشر سنة ، وخلافة عثمان رضي الله عنه ستّ سنين ” .
ورواه أبو يعلى في المفاريد بلفظ : ” الخلافة ثلاثين سنة ، وسائرهم ملوك ، والخلفاء والملوك اثنا عشر ” .
ورواه من وجه آخر معلول عن سعيد بن جهمان عن سفينة : أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع حجراً ثم قال : ليضع أبو بكر حجره إلى جنب حجري ؟
ثم قال :
ليضع عمر حجره إلى جنب حجر أبي بكر ؟
ثم قال :
ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر ؟
ثم قال :” هؤلاء الخلفاء من بعدي ” .
وللحديث ألفاظ أخرى منكرة غير الذي ذكرت …
قال ابن عبر البر : ” قال أحمد بن حنبل حديث سفينة في الخلافة صحيح وإليه أذهب في الخلفاء ” .
وروى أبو بكر الخلال في السنة بالسند الصحيح إلى الإمام أحمد أنه قال : ” أبو بكر وعمر وعثمان في التفضيل ، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي في الخلافة ” قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : على ما قال سفينة .
وأورد عبد الله بن أحمد نحو ذلك عن أبيه في كتاب السنة ، وأدرج بعض أئمة السنة ذلك في أصول عقائد أهل السنة والجماعة .
وتبع الإمام ابن تيمية إمامه أحمد بن حنبل وقلّده تلميذه ابن كثير فقال في التاريخ بعد أن أورد حديث سفينة : ” وهذا الحديث فيه المنع من تسمية معاوية خليفة ، وبيان أنّ الخلافة قد انقطعت بعد الثلاثين سنة لا مطلقاً بل انقطع تتابعها ولا ينفي وجود خلفاء راشدين بعد ذلك كما دلّ عليه حديث جابر بن سمرة ” . اهـ
والحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم زوراً وبهتاناً – كما سنبيّنه إن شاء الله – من أوائل الأحاديث الباطلة التي شاعت في المسلمين وكان لها أثر في إشكال المفاهيم المتعلّقة بالخلافة الإسلامية …
فتابع لتعلم الحقيقة الكاملة ومن أين تسلّل الباطل …