قبل أيامٍ مضت عُقدت ندوة علمية في غاية الأهمية تحت عنوان “إعادة بناء المجتمع الباكستاني في ضوء ميثاق المدينة” يعني ميثاق المدينة المنورة أول دستور وضع في الإسلام، بل قيل: أول دستور عرف في الحضارة الإنسانية، وقد تكلمت عنه مطوّلاً في مقالات سابقة من هذه المدونة.
الندوة المباركة أشرف عليها “معهد البحوث الإسلامية” التابع “للجامعة الإسلامية العالمية” دُرّة المشرق ومقرّها “إسلام آباد” عاصمة “باكستان”، وقد حضر الندوة فيما بلغنا جماعة من كبار العلماء وفقهاء الدين والقانون، وكان ختامها مع إهلال هلال الشهر الكريم الموافق يوم 27 مايو أيار 2017 في مسجد الملك فيصل الملحق بالحرم الجامعي، وفيه وقّع واحدٌ وثلاثون عالماً من كبار الفقهاء ورؤساء المعاهد والمدارس الدينية على فُتيا تدين الإرهاب وتحرم التفجيرات الانتحارية.
باكستان – كما تعلمون – دولة إسلامية عظمى لا يُستخف بها، ويُستهان بمكانتها فقد كانت على مرّ تاريخ قلعة الإسلام ومَجْمَعَ العلماء والحُفاظ في المشرق الإسلامي، وهي الجدار العالي الذي تحطّم على أسواره المدّ الشيوعي الملحد، ولذلك فإني أتمنى على الإخوة والمسؤولين هنالك أن يقوموا بترجمة المحاضرات العلمية النفيسة إلى اللغات العالمية ونشرها على شبكة اليوتيوب ونحوها كي يطّلع الناس على تلك الندوة وما جاء فيها وما أسفر عنها فتعمّ الفائدة، والله الموفق لما يحبُّ ويرضى.