لِمَ يُلامُ الداعون إلى طرد كل من اسمه “محمد” خوفاً من المنظمات الإرهابية إنْ كان فينا معشر المسلمين من يدعو إلى تبديل اسم شارع في الرياض يحمل اسم شارع “أبي بكر البغدادي” !
شارع “أبي بكر البغدادي” أيعقل هذا وفي الرياض ؟
الله أكبر مفاجأة من العيار الثقيل لكنها ثقيلة بالجهل والغباء..
وبالطبع أثار الكشف الأثري زوبعة من الجدل على شبكات التواصل فانهمك الناس بالتويتر واضطرب الحال على أهالي الرياض حتى طالب بعضهم بتغيير اسم الشارع وبلغ صدى بغدادي الرياض إلى الـ CNN و BBC مما استدعى ردّ المسؤولين في أمانة منطقة الرياض لرفع المقترح الخطير إلى الإدارة المختصة فجاء الردّ برفع الالتباس وبيان أن الأمر هو مجرّد تطابق في الأسماء ليس غيرُ.
يا أهل الجهل بدينهم وثقافتهم وتاريخهم .. ألا تعلمون أن البغدادي نِسبة إلى مدينة “بغداد” عاصمة المسلمين في القرون الأولى وأن في المسلمين مئات من الأعيان والأعلام والشيوخ والفقهاء ممن يحمل لقب أبي بكر البغدادي !
صاحبنا الداعشي السامرائي قلب إلى البغدادي ليوافق الأعلام فكان ماذا؟ هل نبدّل تاريخنا وثقافتنا ونشطّب شوارعنا ونلغي أعلامنا وأئمتنا لأنّ شخصاً ما حشر نفسه في البغداديين؟
من النوادر الطريفة أن عَلَماً من أئمة المسلمين يُدعى ابن البنّاء البغدادي كان من أكابر علماء الحنابلة صنّف خمسمائة كتاب في الفقه والقراءات واللغة والحديث وغيرها من علوم الإسلام ، وكان من أقران الحافظ أبي بكر البغدادي صاحب التاريخ، لكن ابن البنّاء لسوء حظّه لم يُدرج في تاريخ بغداد ! سهى عن ذكره أبو بكر البغدادي أو حذفه عن قصد فلم يترجم له في تاريخه.
وابن البناء المُهمَل أنصفه الذهبي فترجم له في سير أعلام النبلاء [18/380] فقال عنه:
” الإمام العالم المفتي المحدث أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله البناء البغدادي الحنبلي صاحب التواليف – إلى قوله – وذكره القِفطي فقال: كان من كبار الحنابله ، قيل إنه قال:
هل ذكرني الخطيبُ في “تاريخ بغداد” في الثقات أم مع الكذابين ؟
فقيل : ما ذكركَ أصلاً
فقال :
“ليتَه ذكرني ولو في الكذّابين” اهـ .
هل فهمتم الآن ما معنى “النجومية” وما ضريبتها ولماذا قضى الله بأن يكون “المجاهد المقاتل” و”العالم القارئ” و”السخي المنفق” هم أوّل من تسعّر بهم نار جهنّم يوم القيامة.
قال إيش؛ طلب تبديل اسم الشارع
أفٍّ لهذا الخبَل