المراقب المحايد إذا تأمل النزاع بين الظواهري والبغدادي منذ انقسامهم إلى فريقين لا يجد وصفاً لذلك الشقاق إلا كما قال الله تعالى :
” وكانوا من قبلُ يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ”
[ سورة البقرة / 89 ]
التحاسد والتباغض هو جوهر الخلاف .
نقِّبْ وراجِع
اقرأ وقـارن
تاريخهم ومدوّناتهم منثورة منشورة محفوظة ..
ما من ضلالة أو مَثْلَبَة أُخذت على داعش إلا ولها أصلٌ في تاريخ القاعدة ومدوّناتها المحفوظة ..
لا يهولك ما يقال عن الفوارق المنهجية والعقائدية كلها ذات أصول وجذور مدوّنة ومثبتة في كتب القاعدة وخطب زعمائها .. من التكفير إلى قطع الرؤوس ..
إِنْ كان مِنْ فَرْقٍ يُذكر فهو أن بغدادي والذين معه هم أصدقُ الفريقين قولاً ، والأبطَشُ فتكاً ، والأثبت عند اللقاء ، والأبعد عن النفاق الديني ، ليس لهم سوى وجه واحد !
تلك هو الفوارق الجوهرية شئنا أم أبينا، الأول مُرٌّ والثاني أَمَرُّ
والمقارنة بينهما كالمقارنة بين الأُسود وبني آوى أو الضباع والثعالب .
فقهاء القاعدة مَثَلُهم كَمَثَلِ الزئبق لا تقدر على الإمساك به ، هم أهل أهواء ، لا دينَ لهم ولا ملة ، يتلاعبون بالنصوص الدينية ويصيّرونها لخدمة زعمائهم ثم يقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون .
كتب أحدهم فتوى بعنوان : ” الإملاء في مشروعية إخفاء موت الأمراء “
محاولة يائسة مقيتة للخروج من فضيحة وفاة الملا عمر وتزوير بياناته فزعم ذلك الفقيه الزئبقي أنّ غشّ المسلمين مشروع حلال لأنّ الله جل وعلا فعل ذلك بالجنّ – تعالى الله عمّا يقول علواً كبيراً – واحتج الفقيه الزئبقي بقصة سيدنا سليمان عليه السلام في القرآن الكريم :
“لَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ، فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ”
[سورة سبأ 14].
أيها المسلمون هل رأيتم تلاعباً بآيات القرآن الكريم كهذا …
هل يعني هذا الاستنباط الزئبقي أن الفلاح إذا جنى الثمر ثم ذهب إلى السوق ليبيعها فوجد في ثماره ثمرات فاسدة جاز له دسّها وتدليسها كما فعل صاحب الصبرة إذ أخفى الفاسد تحت الصالح !
” أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ، من غشّ فليس مني “
يا أيها الضال الزئبقي هل تعهّد الله بأن يكشف الغيبَ كلَّه للإنس والجن وهو القائل جل وعلا : “وما كان الله ليطلعكم على الغيب”.
لا نلوم من خفي عليه ما غاب عنه كما خفي على الجن موت سليمان ، إنما يُلام من اطلع على الأمر فلم يعد غيباً ثم أخفاه عن الناس وغيّبه غشاً وزوراً ..
وليست المشكلة في الأمراء الذين لا تربطهم بالناس عقود فلا لوم على من أُخفي موته من القادة المؤَمَّرين وإنما المشكلة في أمير العامة الذي يرتبط الناسُ به بعقد وبيعة تبطل بموته .
كيف يلبث الناس في العذاب المهين والضلال المبين لعامين أو أكثر أو أقلّ تؤخذ منهم البيعة لغائب من الأموات ؟
اللوم على الغشّاشين المزوّرين الذين اطلعوا على موت الملا عمر ثم أخفوا خبر موته عن الناس وزوّروا بياناته وجنّدوا الأجناد بعقود مزوّرة باطلة منتهية الصلاحية …
هل تعلمون لماذا تورّطوا في ذلك الغشّ والكذب ؟
لأن الكذبة تجرّ الكذبة ، والكذب يهدي إلى الفجور ، والزعامة الأولى كانت مبنيّة في الأساس على كذبة كبرى ، لا خليفة لها ولا نظير .
حركة الطالبان في طريقها إلى التفكك والانهيار ، والظواهري في ورطة لا يُحسد عليها ، ومخرجه الوحيد هو إصدار الخطب الحماسية التي تدعو إلى تحرير المسجد الأقصى والتحريض على حلفاء إسرائيل ..
أليست القضيةُ الفلسطينية شمّاعةَ الساقطين ؟