وَيْحَ البغدادي … أَكَلتْه الحرب

هل أتاك خبر البغدادي وما قاله في خطابه الأخير ؟

قال : ” أيها المسلمون ، ما كان الإسلام يوماً دين السلام ، إن الإسلام دين القتال ، وقد بعث نبيّكم صلى الله عليه وسلم بالسيف رحمة للعالمين ، وأُمِرَ بالقتال حتى يُعبَد الله وحده ، وقد قال صلى الله عليه وسلم للمشركين من قومه : جئتكم بالذبح ” .

وَيْحَ البغدادي من أين أتى بتلك الكلمات ؟

من علّمه هذا .. من أوحى إليه بهذا الضلال ؟

ألم يسمع قول الله تعالى :

” وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين “

ألم يسمع قول الله تعالى :

” يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلْم كافّة “

ألم يسمع قول الله تعالى :

” وإنْ جَنَحوا للسَّلم فاجنح لها وتوكّل على الله “

ألم يسمع بيوم السلام العالمي ، يومَ الحُديبية ، يومَ خرج النبي صلى الله عليه وسلم هو أصحابه يريد زيارة البيت الحرام لا يريد القتال فلقيه بشر بن سفيان الكعبي فقال : ” يا رسول الله هذه قريشٌ قد سمعت بمسيرك ، فخرجت معها العُوذُ المَطافيل قد لبسوا جُلود النمور [ يعني لباس الحرب ] يُعاهدون اللهَ أن لا تدخلها عليهم عنوة أبداً ” .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

” يا ويْحَ قريش ، لقد أكلتهم الحرب ” .

خرج النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم سِلماً لا يريد قتال …

وخرجت قريش حرباً لا تريد إلا القتال …

وسار المصلحون بالصلح بين الفريقين فلما جنحت قريش للسلام جنح النبي للسلام ووقع وثيقة السلام مع أئمة الكفر من قريش …

فكيف يُقال إن الإسلام ما كان يوماً دين السلام ….

إن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأفراد من أئمة الكفر بمكة : جئتكم بالذبح ، كان يقول لأصحابه : كُفّوا أيديَكم أي لا تقتلوا ولا تذبحوا كما أخبر القرآن الكريم ، فبقي المسلمون ثلاثة عشر عاماً تحت نير العذاب والاضطهاد الديني فيأمرهم النبي بالصبر ويقول لهم : كفّوا أيديَكم .

 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأولئك النفر من صناديد قريش كانت نبوءة في معيَّن كنبوءة أبي لهب وامرأته حمالة الحَطب ..

علم النبي صلى الله عليه وسلم بما علمه الله أن أولئك النفر سيمكرون لقتل النبي صلى الله عليه وسلم وسيمكرون لإخراجه من أحب البلاد إليه ، وسيخرجون بخيلهم وخيلائهم لمحاربة الإسلام …

يا بغدادي اقرأ قول الله تعالى :

”  ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم ” إلى قوله سبحانه : ” وإنْ جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكّل على الله “

يعني إنْ جنح أعداء الله وأعداء المسلمين للسلم فهو يوم السلام .

أما الحديث المنسوب زوراً وبهتاناً إلى النبي صلى الله عليه وسلم : ” بُعثتُ بالسيف ” فهو كذب وبهتان سأبيّن ذلك بالدليل القاطع والبرهان .

فتابع وتحقق

نسخة للطبع نسخة للطبع