التصوّف مسلك حميد ، ما أحوج الناس إلى إحيائه وتجديده وتنقيته مما علق به من الشوائب والبدع والخرافات … ولئلا يسوء فهم القارئ أفتتح الموضوع الماتع بما رواه الخطيب في التاريخ بإسناده عن شيخ الصوفية الجنيد بن محمد البغدادي – رضي الله عنه – أنه قال :
” علمنا هذا – يعني علم التصوّف – مشبّك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” .
وما رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء بإسناده عن الجنيد أنه قد سمع غير مرّة وهو يقول :
” علمنا مضبوط بالكتاب والسنة ، من لم يحفظ القرآن ، ولم يكتب الحديث ، ولم يتفقّه لا يُقتدى به ” .
ما أروع التصوّف لو أُخذ على الوجه الصحيح …
وما أحوج الناس إلى التصوّف في زماننا هذا …
وما أجود ما حكاه الجنيد رضي الله عنه وهو من علماء القرن الإسلامي الثالث وفيه نشطت حركة التصوّف السني ، وفيه رأى المصلحون ضرورة العمل لإحياء المنهج الصوفي الأصيل المضبوط بالكتاب والسنة …
فهل يحتاج جيلنا في العصر الحديث إلى إحياء التصوّف السنّي ؟ ولماذا ؟
هذا ما سنجيب عليه في المقالات اللاحقة