وضع الإمام حسن البنا – غفر الله له – خطةً ثلاثية للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية تمر بثلاث مراحل:
– مرحلة التعريف والدعوة
– ثم مرحلة التكوين وفيها يتمّ إعداد الكتائب المجاهدة
– ثم مرحلة التنفيذ والانتاج
وقد شدّد حسن البنا على ضرورة الانضباط التنظيمي بالمخطط الاستراتيجي قائلاً:
“إنّ طريقكم هذا مرسومةٌ خُطُواته، موضوعةٌ حدوده، ولستُ مُخالفاً هذه الحدود التي اقتنعتُ كلّ الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول، أجل ! قد تكون طريقاً طويلة ولكن ليس هنالك غيرها …… فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نُضجها أو يقطف زهرة قبل أوانها فلستُ معه في ذلك بحال، وخيرٌ له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلى غيرها من الدعوات”.
[خطبة المؤتمر السادس سنة 1941 / موثقة في كتاب رسائل الإمام حسن البنا]
من الضروري هنا أن ننصف الإخوان المسلمين، فنذكر ما لهم وما عليهم، لله وللتاريخ وكفى بالله حسيباً.
ومما تقدّم يتبيّن أن الزعيم المؤسس لم يُخطئ حدسه في زعمه سنة 1941 بأنّ الطريق قد تكون طويلة، بل كانت بالفعل طويلة جدّاً لأنّ التطوير إلى مرحلة التنفيذ والإنتاج جاء في 25 يناير 2011 أي بعد سبعين عاماً من الدعوة والإعداد والتكوين والترقب والترصّد والصبر على الأذى حتى جاءت الفرصة السانحة فوثبت كتائب الإخوان وثبة السباع الجائعة على الفريسة القاصية التائهة فارتحلوا ثورة الغوغاء في الليلة الظلماء، وساقوها إلى حيثُ يشاء المرشد العام كما ارتحل ابنُ لادن إمارةَ الأفغان فأوردهم نار الحرب وبئسَ الوِرْد المورود.
أما الجملة الأخيرة من كلام البنا فتكشف لنا مخطط التنفيس وحيلة العباءة الإخوانية، ومنها نعرف كيف تمرّست الجماعة في تفريخ الجماعات الإرهابية التكفيرية خلال السبعين سنة !
تأملوا تلك الكلمات جيداً….
تأملوا ما قاله حسن البنا قبل سبعين عاماً لتفهموا سرّ اللعبة الإخوانية:
“من أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نُضجها أو يقطف زهرة قبل أوانها فلستُ معه في ذلك بحال، وخيرٌ له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلى غيرها من الدعوات”
تلك هي البداية وللحديث بقية