نقطة ضعف الجولاني هي حبّ الشهرة مع حداثة السنّ، ومن هنا أمسك به الظواهري فجعل منه دُمية جوكرية يقلّبها كيف يشاء.
الجولاني أو “الفاتح” كما لقّب نفسَه ما هو إلا هرجس بين الثعلبيّة في ذيله سبع لفّات! كشف اللهُ لنا منها أربعاً.
– الأولى حين التفّ على البغدادي بغدرة ضرب الله بها بعضَهَم ببعض وجعلهم أحاديث.
– والثانية حين التفّ على القاعدة وتسربل عباءة الظواهري فضرب البغداديَّ بالظواهري وفرّق الأصحاب، وجعلهم أحاديث.
– والثالثة حين التفّ بالتقيّة على بعض الفصائل المسلحة فأخذوهم معه بجريرة ابن لادن والظواهري فمزّق الشعبَ السوري كلَّ ممزّق وجعلهم أحاديث بجريرة القاعدة.
– والرابعة لما ظهر أخيراً بابتسامة المراهق الشقيّ وهو يتلو خطاب الانفصال عن القاعدة وعن يمينه ثعلب كبير مخضرم في لعبة باطنية حشيشية لا يعلم خباياها إلا الله، وستذكرون ما أقول لكم.
أتدرون من ذاك الشيخ الكبير الذي صبغ بياض شيبه بحنّاء الكتم ليتساوى مع أميره الفاتح؟
ذاك أبو الفرج المصري!
ذاك اليد اليمنى للظواهري في بلاد الشام
“اختصاصي في إدارة التوحّش”، وبعبارة أخرى “اختصاصي في الجراحة الباطنية”، أو بعبارة أدقّ هو أحد كبار أعوان الظواهري المختصّين في اختراق الجماعات الجهادية لعقدها بحبال الظواهري على طريقة الحشاشين الباطنية، أو الحشيشية كما سمّاهم الحافظ عماد الدين الأصفهاني مؤرّخ السلطان صلاح الدين الأيوبي في كتابه “نصرة النصرة”.
في اللفة الرابعة قَلَبَ صاحبُنا الجلباب، وبدّل الأحباب بالأصحاب، فلم يأتِ بشيء واضح، بل كان أمره كما قال الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد:
وصاحبٍ قد كنتُ صاحبتُهُ
لا تَرَكَ الله لـَــهُ واضِحَهْ
كلُّهُمُ أروغُ من ثعلبٍ
ما أشبه الليلة بالبارِحَهْ
أعلمتم – الآن – لماذا الارتياب من إعلان فكّ الارتباط ؟ وإنْ كنتُ أعتقد أنّ الانفصال عن داعش ثم القاعدة خطوتان في الاتجاه الصحيح.
وللحديث بقيّة …
تفسير غريب الكلمات :
– “الهرجس” هو صغير الثعلب.
– “الكتم” نوع من الحنّاء يميل لونه إلى السواد، سمّي الكتم لأنه يغطي الشيب ويكتم السن، فيظهر الشيخ الكبير وكأنه شابٌّ فتيّ.