قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٍ إليّ”
هذا الحديث النبوي الشريف رواه الإمام مسلم في الصحيح، وهو يدلّ على عظم قدر العبادة أيام الفتنة، وفي الصحيح كذلك من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يَمُرّ الرجل على القبر فيتمرّغ عليه ويقول: “يا ليتني كنتُ مكان صاحب هذا القبر” وليس به الدِّينُ إلا البلاء”.
وروي من وجه آخر بزيادة:
“لما يلقى الناسُ من الفتن”.
أي لا يفعل ذلك لقلة دينه بل لخوفه على ذهاب الدين من قوة الفتنة وغلبة الباطل واختلاط أمور الناس واستخفافهم بالدم، وعماء الراية والغاية من القتل القتال.
هذه الأحاديث النبوية الجليلة ونحوها تُعرف عند الفقهاء بأحاديث الفتن، يُفسّر بعضها بعضاً، خذ على سبيل المثال تفسير ما تقدّم فيما رواه أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يومٌ لا يدري القاتل فيمَ قَتَل ولا المقتول فيمَ قُتل”
فقيل: كيف يكون ذلك ؟
قال: “الهرجُ، القاتل والمقتول في النار”.
رواه مسلم
لا ندعوا إلى تعطيل الجهاد في سبيل الله، لكن الجهاد ينبغي أن يكون في سبيل الله جل وعلا، الراية فيه واضحة، والغاية منه راجحة وقد جاء في الحديث النبوي الآخر:
“من قُتل تحت راية عُمِّيَّة، يدعو عصبيّة أو ينصر عصبية فقِتلةٌ جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برَّها وفاجرَها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهدَه فليس مني ولستُ منه”.