قال الله تبارك وتعالى:
“أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم، بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا، انظر كيف يفترون على اللهِ الكذب، وكفى به إثماً مبيناً”
في “فنّ الإعلام والدعاية” يحرص المخرجون ومصّموا الأزياء على إبراز “اللمعة النجومية” أو ما يُسمّى بـ”اللوك”، لجذب الفئة المستهدفة من خلال انتقاء الألقاب والعناوين والصور الجذّابة، واسألوا الكبار عن أفاعيل السينما المصرية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي لمجرّد الإعلان عن فليم جديد لـ”وَحش الشاشة” أو أغنية جديدة لـ”كوكب الشرق”.
هذا باختصار هو سرّ الاستعجال في خلع لقب “الفاتح” على “الجولاني” قبل أربع سنوات، ثم الظهور مؤخراً بلُوك جديد تحت عنوان “فتح الشام” وهم بالكاد في مرحلة الإعداد لفتح زنقة لإدخال الطعام وحليب الأطفال إلى بضعٍ مُحرّرٍ مُحاصر من مدينة “حلب”!
الرياء بالألقاب اللامعة هو مرضٌ دفين تكلّم عنه القرآن الكريم، مرضٌ يعكس حالة من الانحطاط الأخلاقي والاجتماعي كما وقع للمسلمين في الأندلس حين انشغل أمراء الطوائف من بني عبّاد في ابتداع الألقاب الدينية والسياسية والعسكرية ليعلو بعضُهم على بعضٍ في المفاخرة باللمعة النجومية، وتلك مصيبة وصفها شاعرٌ – منهم وفيهم – بقوله:
مما يُزهّدني في أرضِ أندلُسِ
أسماء معتضدٍ فيها ومُعتَمَدِ
ألقابُ مملكة في غير موضعها
كالهِرِّ يحكي انتفاخاً صَوْلَة الأسَدِ