انعدام أمن الحجيج في العصور القديمة

استفتى الملك عبد العزيز بن سعود – رحمه الله – كبار العلماء ؛ فقهاء الشريعة الإسلامية في أمر البرقي [التلغراف آلة الاتصال اللاسلكي] المجلوب من بلاد النصارى أهو حلالٌ أم حرامٌ ؟

وقبل وصول المنازعة إلى مجلس الإفتاء بذل عبد العزيز وأعوانه جهداً كبيراً لإقناع المرتابين من تلك الآلة التي جُلَبَت من بلاد النصارى ففسّروا لهم طريقة عملها وبيان منافعها في نقل الأخبار بسرعة البرق مما يساعد على حفظ الدين والعرض والنسل .

وهنا نقف لنتأمل ما لتلك الآلة من نفع على الدين الإسلامي، وإن جُلبت من بلاد الملحدين والنصارى ! 
تحقيق الأمن والاستقرار من أهم مقاصد  الشريعة الإسلامية ، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتكلم عن أمن طرق المسافرين كثيرة جداً .

هل تعلم تأمين المسافرين كان من أعظم المعضلات التي واجهت الدول الإسلامية على مرّ العصور … وكان أعظم ما يشغل بال الأئمة والخلفاء هو تأمين قوافل الحج إلى بيت الله الحرام بعد أن  تسفر في القفار بعيداً عن المدن والحاميات فتكون عرضة لغزوات قطاع الطرق .

 خذ على سبيل المثال ما حكاه الحافظ ابن كثير رحمه الله في التاريخ قال : ” ثم دخلت سنة سبع وأربعمائة ” – إلى قوله – : ” ولم يحج في هذه السنة أحد من بلاد المغرب لفساد البلاد والطرقات ” .

وقال في سنة أخرى :  ” ولم يحج أحد من أهل العراق لفساد البلاد وعَيْثَ الأعراب وضعف الدولة ” .

وقال في سنة أخرى : ” ولم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل الديار المصرية فيها إلا قوماً من خراسان ركبوا في البحر من مدينة كرمان فانتهوا إلى جدة فحجوا ” .

وكتب التاريخ طافحة بأخبار كهذه …

نسخة للطبع نسخة للطبع