بزر لقب “الفاتح الجولاني” مع بداية تشكيل المجاميع المسلحة المعارضة في سوريا، و”الفاتح” كما يظهر من مدلوله هو لقب عسكري بصبغة دينية قرآنية، قال الله تبارك وتعالى :
“وأخرى تحبّونها، نصرٌ من الله وفتحٌ قريب، وبشّر المؤمنين”
ومنه تعلم أنّ انتقاء مسمّى “النصرة” و “الفاتح” لم يكن اعتباطاً، فهي مسمّيات ذات دلالات دينية قرآنية، و”جبهة النصرة لأهل الشام” كانت قد حملت لواء “السلفية الجهادية” في سوريا ؟
اللهم لا حَسَد ولا غَيْرَة، تركنا لهم الألقاب حتى يوم السحاب، ولكن ما يثير الاستغراب وهو التباهي بالانتساب إلى “السلفيّة الجهادية ” لأنّ التفاخر بالألقاب الدينية لم يكن – أصلاً – من منهج السلف الصالح !!
هي بدعة خالصة أحدثها الناس في خواتيم القرن الثالث فرَبتْ في القرن الرابع أيام الطوسي – رحمه الله – ثم انتشرت على نطاق واسع في القرن الخامس والسادس.
قال المؤرخ الأديب القلقشندي في صبح الأعشى:
“أول ما لُقّب بفلان الدولة في أيام المكتفي بالله ، وأوّل ما لقّب بفلان الدين في أيام القادر بالله “
[صبح الأعشى في صناعة الإنشاء 1/490]
وقوله : أول ما لقب بفلان الدين يعني كقولهم: “قِوام الدين” و “تقيّ الدين” و”صلاح الدين” و”نور الدين” و”شمس الدين” و”ضياء الدين” و”زين الدين” ونحوها.
بدعة انتشرت على نطاق واسع في القرن الخامس والسادس ولم تكن في منهج السلف الصالح كما تقدّم .
السلف رضوان الله عليهم كانوا يقولون: خرج أبو بكر وعمر، ودخل أبو بكر وعمر، وقال عثمان وفعل علي بن أبي طالب ، أولئك الذين فتحوا الأرض وتنزّل القرآن الكريم في فضلهم.