أحيطت جزيرة العرب بنيران الفتنة والهرج والمرج فلمْ يأسَ الشعبُ السعودي على شيء كما أسى على “مِدْوس العنزي” رحمه الله.
قدم “مدوس” من السفر لِيَصِلَ رَحِمَه، ويبرّ أمَّه في عيد الإسلام، عيد الأضحى المبارك، فعانق أمَّه وقَبَّلَ رجليها، والجَنّةً تحت أقدام الأمّهات، فلم يلبث أنْ دعاه رفيقا صباه، ابنا عمّه للخروج إلى نزهة القنص [الصيد].
استدرج اللئيمان الداعشيّان “سعد” و”عبد العزيز” ابنَ عمّهما “مِدْوَس” إلى البريّة ثم انقضّا عليه فأوثقاه …
صاح “مِدْوس” : “تكفى يا سعد” !
المستجير بعَمْرٍو عند كُربَته
كالمستجير من الرمضاء بالنار
نزع الله الرحمة من قلبهما فقتلاه بدمٍ بارد، ثم تترسا بالحجارة والأخاديد لمقاتلة جحافل الجيش والشرطة التي هرعت إلى مكان الحادثة بعد شيوع الخبر ..
بقية الحكاية معروفة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج المارقين :
“كلما خرج منهم قرنٌ قُطع”
ذكرنا من قبل بعض مناقب الدواعش أو الخنازير الوحشية وحادثة “سعد” شاهد على ذلك، والسؤال هنا :
هل القسوة والشجاعة المفرطة والجرأة على القتل وسفك الدماء دليل صحة أم مرض؟
هل – حقّاً – أنّ تلك الخصلة من المناقب الحميدة أم هي من المثالب المشينة ؟
الجواب عن هذا السؤال سيفتح لنا فتوحات لفهم آيات القرآن الكريم وفهم حقيقة الدواعش.