في العقد الثالث من القرن العشرين كادت الفوضى أن تعصف بشبه الجزيرة العربية بعد أن تزعّم الإخوان شخص يدعى ” فيصل الدويش ” إذ قام بتشكيل ميلشيات فوضوية فأغار على العراق والكويت والإحساء ، ثم تطوّر الأمر إلى تمرّد بعد أن عقد المتعصبون الفوضويّون مؤتمراً في الأرطاوية حضره رؤساء الإخوان من قبائل مطير وعُتيبة والعجمان ، وتعاهدوا فيه على نصرة دين الله والجهاد في سبيله ، وأعلنوا التمرّد على أمير نجد الملك عبد العزيز بعد أن أنكروا عليه أموراً اعتبروها من كبائر الإثم والفواحش منها استخدام السيارات والتلغراف والتليفونات !
صدق أول لا تصدق
كاد الأمر يتطوّر إلى كارثة فوضوية بعد الإعلان عن هذا التجمّع الجهادي ..
واضطر الملك عبد العزيز إلى التعجل بالرجوع من الحجاز إلى نجد ليعالج الحالة بحكمته المعهودة – رحمه الله تعالى – .
فدعا زعماء الإخوان إلى مؤتمر عقده في الرياض في يناير 1927 وقد انتهى الإجتماع بالفتوى المشهورة التي أصدرها علماء نجد في صدد المسائل التي كانت سبب تشويش الإخوان وأعلن الحاضرون تعلّقهم بإمامهم وملكهم وبايعوه بالملكة على نجد ، فأصبح لقبه الرسمي ملك الحجاز ونجد وملحقاتها ، وكان قبل ذلك يدعى ” أمير نجد ” .
وكما يُقال في المثل العربي : رُبَّ ضارة نافعة .
ذلك اليوم التاريخي هو الذي وضع حجر الأساس لقيام الدولة السعودية الحديثة ، وكان الفاصل بين الفوضى والنظام .
تابع لتعلم ما جاء في تلك الفتوى التاريخية من عجائب .