ذكرتُ من المقال السابق أنّ هنالك فارقَيْنِ يميّزان الدواعش عن القاعدة !
– داعش تفتح أبوابَ الحرب على جميع الأُمم والدول بلا استثناء.
– وداعش تستدرج الأعداء لخراب بيتها على مبدأ “فكيدوني جميعاً ثمّ لا تُنظرون”.
صحيحٌ أنّ داعش فشلت – حتى الآن – في إقناع العالم بأنّ الحملة الدولية التي تشنّها أكثر من ستين دولة على داعش هي حملة صليبية جديدة على الإسلام، والمسلمون قبل الصليبيين هم أول من اكتوى بنار داعش وهم أول من حمل لواء الحرب على داعش، ويكفي للدلالة على ذلك أن الجماعات الإسلامية المسلحة – ومعهم جبهة النصرة / القاعدة – كانت سبّاقة في حرب الدواعش قبل دخول الأمريكان والروس على الخط الساخن.
التطوّرات الأخيرة كشفت النقاب عن أمرين خطيرين أحدهما يبشّر بالفَرَج والثاني يُذر بالفَجْع .
أما الأول / فقرب التوصّل لإجماع كوني عالمي يجمع الشرق والغرب ، والقريب والبعيد على حرب فصيل واحد، وهي سابقة ببركة المجانين لا نظير لها في التاريخ الإنساني.
وأما الثاني / فيُنذر بسقوط القوى العالمية والإقليمية في فخّ المجانين لأنّ الدواعش لا يستدرجون القوى العظمى إلى القطب الشمالي أو جزر المحيط الهادئ على غرار مصائد الحرب العالمية الثانية بل يستدرجونهم إلى أعماق الجحيم في قلب العالم الإسلامي ، إلى العراق والشأم !
ولئن كان العالم قد أجمع على حرب الدواعش فإنّ كلّ ما وراء داعش في تلك الأعماق الجغرافية مختلف فيه وعليه محليّاً وإقليمياً ودوليّاً ! وهنا مكمَن الخطر، واللعب على التناقضات هي حيلة الدواعش لتجاوز الإجماع.
فتائل الشرر في الشرق الأوسط لا أول لها ولا آخر واستدراج الجيوش الجرّارة إلى ذلك الملعب نذير شؤم ينذر بحرب عالمية ثالثة، والمسلمون – بالطبع – هم الخاسر الأكبر من تلك المغامرة..
اللهم قد بلّغت ، اللهم فاشهد
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا