ضُرِبَ الدفُّ فوق رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، ففرح المؤمنون وكُبِتَ المنافقون ج1


 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنما النذر ما يُبتغى به وجه الله ” .

رواه أحمد .

وقال صلى الله عليه وسلم : ” من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ” .

رواه البخاري .

فالأمر محسوم بالنص المُحكم ، لا نَذْرَ في معصية …

بهذه المقدّمة الموجزة الحاسمة نبدأ سرد الحكاية النبوية :

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فأشيع بين الناس أنه قد أُصيب أو قتل ففرح الكافرون والمنافقون بمصاب النبي فرحاً شديداً ..

روى الطبري عن الضحاك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى :  ” وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ” : قال : ناسٌ من أهل الارتياب والمرض والنفاق ، قالوا يوم فرّ الناس عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وشُجَّ فوق حاجبه ، وكسرت رباعيته : قُتل محمد ، فالحقوا بدينكم الأول فذلك قوله : ” وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ” .

المؤمنون أصابهم غمّ شديد …

كيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من أهله وماله [ ووالدِهِ وولدِه ] والناس أجمعين ” . متفق عليه 

ثمّ جاء الفرج … الخبر كان شائعة مغلوطة …

ردّ الله رسولَه سالماً فغيظ المنافقون ، وكُبت المرتابون المرتدّون ، وفرح المؤمنون  …

ولنا وقفة مع خاتمة الآية المذكورة آنفاً : ” وسيجزي الله الشاكرين ” فيمن نزلت ؟ وما هو تأويلها ؟

قال ابن الجوزي في زاد المسير فيهم أي الشاكرين ثلاثة أقوال :

–         أحدها أنهم الثابتون على دينهم ، [ قيل نزلت في علي بن أبي طالب ، وقيل في أبي بكر وعمر ، والعبرة بعموم اللفظ ] .

–         والثاني أنهم الشاكرون على التوفيق والهداية .

–         والثالث : أنهم الشاكرون على الدين . اهــ

أقول : هو اختلاف تنوّع والمعاني المذكورة صحيحة كلها يجبر بعضها بعضاً . 

وأغلب من تكلم عن الآية من المفسّرين يستحضر قصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وما قاله للناس عند موت النبي صلى الله عليه وسلم …

لكن هنالك قصة أخرى أقل شهرة كانت زمن نزول الآية قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم 

يُهملها المفسّرون ولو استحضرت لتجلّى المعنى القرآني ..

فما هي الحكاية ؟

لما أشيع خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة ارتدّ المرتابون وفرح المنافقون والكافرون فقامت امرأة مؤمنة حبشية من قاع المجتمع ، جارية سوداء [ أي شابة حديثة السنّ سوداء البشرة ] فنذرت للهِ إنْ ردّ رسولَه سالماً أن تذبح لله عند أشهر المزارات التي كانت تعرف عند العرب لتُشهر الفرحة وتطعم المساكين شكراً لله ، ونذرت أن تضرب بالدف وتغني بين يدي رسول الله شكراً لله ….

فجاء الفرج ….

جاءت رياح الله ..

وأقبل البشير بالخبر السعيد …

فطار عقل الجارية المؤمنة السوداء من فرط الفرح …

فانظر ماذا فعلت …

يتبع

نسخة للطبع نسخة للطبع