قال الأستاذ عمر التلمساني مرشد الإخوان المسلمين – رحمه الله -:
“عندما كنا في المعتقلات، وكان عذابُ زبانية عبد الناصر على أشدّ صورةٍ في قسوته ووحشيته، تصوّر بعضُ المعذَّبين أن ما وقع عليهم لا يمكن أن يصدر من مسلمٍ في قلبه ذرّة من إيمان، ولكنه يصدر عن أعدى أعداء المسلمين وأفحشهم ضراوة على الإسلام، وفى غمار هذا الهول الشنيع نبتت فكرة التكفير عند بعض الشباب، وراحت تصرفات رجال السجون والمباحث تُنَمّي معنى التكفير في عقول ذلك الشباب الذى يبيت على تعذيب ويصحو على تعذيب …. ورسخت فكرة التكفير فى ذهن بعض الشباب، وآمنوا بها في اقتناع عجيب .. واتسع نطاقها في معتقل مزرعة ليمان طرة حتى بلغت أخبارها فضيلة الأستاذ الهضيبي رضوان الله عليه، إذ كان معتقلا هناك فاستدعى رؤساءَهم وناقشهم في الفكرة، وكانت الجلسة تنتهى بما يشعر باقتناعهم بكلامه، وما إن يخرجوا من عنده حتى يعودوا لما كانوا عليه حتى يئس من إقلاعهم عن تلك الفكرة فكتب كتابه ” دعاة لا قضاة ” … إلخ
[المصدر: كتاب “ذكريات لا مذكرات” لعمر التلمساني / تحت عنوان “جذور التكفير”]
“وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ”
هذه الوثيقة من أعظم حجج القائلين بأن الإخوان المسلمين هم العباءة التي خرج منها التكفير، وأنّ الحجرات المغلقة في سجن “ليمان طرة” كانت بمنزلة المدرسة الابتدائية للتكفير، أي المشتل الذي نبتت فيه جذور الفِصَل التكفيرية، ولذلك كان الأمير نايف رحمه الله يقول: “الإخوان المسلمون هم أسّ البلاء”.
لكن شهادة التلمساني ناقصة !
وللرواية تكلمة خطيرة غائبة لا تعرف الحقيقة الكاملة إلا بها
ولا تُحلّ معضلة التكفير إلا بحلّها !
فما هي ؟
يتبع …