تجد على موقع اليوتيوب خطبة مسجّلة للدكتور عدنان إبراهيم تحت عنوان: “عظماء أم مجانين”؟ تكلّم فيها عن أمير جماعة المسلمين أو ما يُعرف بجماعة التكفير والهجرة المدعو “شكري مصطفى” المتهم باغتيال وزير الأوقاف المصري وقد حكم عليه بالإعدام سنة 1978
الخطبة على العموم رائعة من روائع الدكتور عدنان لكنها – للأسف – تدل على ضحالة المعلومات التي اعتمد عليها الدكتور في تحليل وتشخيص ظاهرة “شكري”، لقد سقط الدكتور بهذا الأنموذج في فخّ الإعلام المصري الموجّه الذي كان يهدف في السبعينات إلى التقريب والتشبيه والربط بين مناهج الحركات المعارضة لغاية لا تخفى على الماكرين.
ولو اطلع عدنان على الكتب والأدبيّات الأصليّة الموثقة لجماعة التكفير والهجرة لعلم أنّ الشطحات الفكرية كانت أبعد بكثير مما يظن، ولعلم أن المفكر الإسلامي “سيد قطب” على ما فيه من غلوٍ هو بريء من شكري براءة يوسف من دم القميص.
ولو اطلع الدكتور عدنان على المقالات والأفكار الموثقة لعلم أن المريض البئيس شكري مصطفى – رحمه الله – قد حُكم عليه بالإعدام ظلماً وعدواناً!!
لو اطلعتم على أدلة شكري وحججه ومنهجه في تركيب وبناء عقيدة الكفير والهجرة لعلمتم أنّ الرجل كان مظلوماً معذوراً بالجنون الخالص، يصدق فيه قول الشاعر:
وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانه
لآتٍ ما لم تستطعه الأوائلُ
وَلَمَّا رَأَيْت الْجَهْل فِي الْنَّاس فَاشِيـا
تُجَاهـلـت حـتـى قـيـل أَنــي جـاهـلُ
لا أريد التطويل هنا في تفصيل تلك العقائد المجنونة، وسأكتفي بالإشارة إلى شبه جامع بين الحركات الإسلامية الغبية وهو تعليق مصير الحراك الإسلامي السياسي بأحداث آخر الزمان.
شكري وأتباعه كانوا يعتقدون أنّ الناس – كل الناس – كفروا بلا استثناء البتة، وارتدوا عن الإسلام في السنة 41 هـ من الهجرة النبوية، فلم يبق على وجه الأرض مسلم واحد منذ ذلك العصر حتى بويع لشكري بعد أربعة عشر قرناً، والأعجب من ذلك أنهم يكفّرون رواة النبوءات التي بنوا عليها عقيدتهم !!!
أولئك المجانين اعتقدوا أنه بعودة الخلافة الراشدة لشكري مصطفى بدأت الحلقة الأولى من مسلسل علامات قيام الساعة وأحداث آخر الزمان المنبّأ بها فانتظروا الصيحة ونزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، لكن الله تعالى وَأد فتنهم بإعدام زعيمهم.