روى ابن عبد الحكم في “فتوح مصر” بإسناده عن شيخ مصر الإمام الفقيه الليث بن سعد – رضي الله عنه – أنه قال:
“ان الناس بالمدينة أصابهم جَهْدٌ شديد في خلافة عمر بن الخطاب في سنة الرمادة، فكتب إلى عمرو بن العاص وهو بمصر:
“من عبدِالله؛ عمر؛ أمير المؤمنين إلى العاص* بن العاص سلامٌ، أما بعد: فلعمري يا عمرو ما تبالي إذا شبعت أنت ومن معك أنْ أهْلَكَ أنا ومن معي، فيا غوثاه ثم يا غوثاه .. يردّد قوله”
فكتب إليه عمرو بن العاص:
“لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص أما بعد:
فيا لبيك ثم يا لبيك، قد بعثت إليك بعير أولها عندك وآخرها عندي والسلام عليك ورحمة الله”
فبعث إليه بعير عظيمة فكان أولها بالمدينة وآخرها بمصر يتبع بعضها بعضا فلما قدمت على عمر وسع بها على الناس ودفع إلى أهل كل بيت بالمدينة وما حولها بعيرا بما عليه من الطعام وبعث عبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص يقسمونها على الناس فدفعوا إلى كل بيت بعيرا بما عليه من الطعام أن يأكلوا الطعام وينحروا البعير فيأكلوا لحمه ويأتدموا شحمه ويحتذوا جلده وينتفعوا بالوعاء الذي كان فيه الطعام لِمَا أرادوا من لِحافٍ أو غيره فوسّع اللهُ بذلك على الناس”.
هذا خبر ثابت، رواه المؤرخون بأسانيدهم من وجوه …
فما هذا؟
إيش هذا يا عمري؟
أعلمتم الآن ما هو فضل مصر وأهلها على العرب والمسلمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ملاحظة: غضب سيدنا عمر على سيّدنا عَمْرو كان لتباطؤ عير الخراج المصري والناس عنده يموتون من الجوع، وسيأتي بيان الإجراء العبقري الذي اتخذه سيدنا عمرو بأمرٍ من سيّدنا عمر للقضاء على مشكل المواصلات البطيئة.