بعد زوال ضجيج فرقعة الكنيستين انتظر المراقبون بياناً من داعش لعلّه يُجلّي للناس سببَ استهداف الأبرياء من المدنيين الأقباط ففاجأتنا الدواعش كالعادة بفرقعة إعلامية على نحو ما أنشد ابن الأعرابي:
كأنّ ريحَ فَسْوِهِ إذا فسا
يخرجُ من فيهِ إذا تنفّسا
صدر العدد رقم 77 من مجلة “النبأ” وفيه خصصت داعش فصلاً لتبرير الهجمات تحت عنوان:
“إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر”
المقال عبارة عن تأصيل علمي لتبرير استهداف الأقباط من الناحية الدينية افتتحه الكاتب بمقدّمة تأصيلية خلصت إلى فضيحة كارثية وهي أنّ “الأصل في دماء المشركين كلهم جميعاً هو الإباحة سواء كانوا مقاتلين أم غير مقاتلين، فلا يُعصم دم أحد من المشركين أيّاً كان إلا بذمة أو عهد أو أمان، فتكون عصمتها بذلك حكماً طارئة استثنائياً”.
ثم بنى الكاتب على ذلك الأصل الفاسد فرعاً مُنتناً تحت عنوان :
“نصارى مصر حربيون”
جاء فيه – حرفياً – ما يلي :
“إن النصارى المقيمين في مصر اليوم هم كُفّار حربيون، والحربي هو غير الذمي والمستأمن، سواء كان مقاتلاً أم غير مقاتل، أو ممن يطعن في دين الإسلام أو لا يطعن، أو من يعتدي على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم أو لا يفعل ذلك …الخ”.
[مجلة النبأ /عدد 77 / 20-04-2017]
من هذا المنبر أدعو إلى محكمة فكرية إسلامية خالصة وعاجلة ليعلم الناس إن كان هذا التأصيل الداعشي هو حقاً حكم الله المنزل في القرآن الكريم، أم هو حكم الشيطان الرجيم المنزل على الملاعيين ؟