قبل يوم واحد من هجوم ميونيخ كتبتُ مقالاً عن النسخة المتطوّرة من الفكر الجهادي التكفيري، وذكرتُ أن الانتاج الجديد لحركة داعش عبارة عن خلطة من الخَبَل والجنون ممزوجة بشيء من الخرافات الدينية لا يقنع بها إلا سفيهٌ مجنون مختلّ العقل، ولذلك نصحتُ بتتبّع الحالة النفسية والعقليّة والاجتماعية للمشتبه بميولهم إلى داعش، فتلك خير وسيلة للرصد المبكّر فقد ذكرت التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام أنّ هنالك شبهاً بين منفّذي هجمات أورلاندو ونيس، فكلاهما اشتركا بتاريخ من الاكتئاب والفشل الاجتماعي العُنف الأُسَري قبل التحوّل السريع إلى داعش ثم الانتقال السريع لخوض المعركة المقدسة.
بالأمس نهض فتىً ألماني من أصول إسلامية يُدعى “داوود علي سنبلي” بمسدسه إلى الناس في ميونيخ ومعه ثلاثمائة طلقة، فبدأ بإطلاق النار عن يمين وشمال على طريقة الكاوبوي في القرون الغابرة قبل أن يختم المجزرة بإطلاق النار على نفسه.
الحمد لله أنْ جاءت النتائج الأولية من التحرّي بملفّه الصحيّ فثبت أنّه مراهق مريض كان يُعالج من أمراض نفسيّة وعقلية، كما أكّد المسؤولون الألمان أنّه لم يثبت – حتى الآن – وجود صلة بين الجاني وحركة داعش أو ما يُعرف بالإرهاب الإسلامي.
نقول الحمد لله لأننا نعلم أن لتلك المجازر آثاراً سلبية جدّاً الأقليّات المسلمة في تلك البلاد.
وسواء كان للسنبلي علاقة بداعش أم لا فإنّ ما جرى يوم أمس يؤكد ما ذكرته قبل يوم من ذلك الحادث المريع حين قلت بأن تلك الأفعال الجنونية لا يقدم عليها إلا معتوه معتل عقليّاً ونفسيّاً، وأنّ ذلك الصنف من الناس هو الأقرب للإيمان بداعش وتوجيهات زعماء داعش.
يا معشر المسلمين كفّوا سفهاءكم …
من ابتلي منكم بمعتوه فليحجزه في أقرب مصحة نفسية قبل أن يقع الفاس في الراس …