أغلب ما يصدر عن داعش من الأفعال المشينة له أصلٌ من الدين، وبالحجج الدينية يزيّنون أفعالهم، ويضلّلون بها أتباعهم، ويرجعون إليها عند الاعتراض عليهم، كاحتجاجهم لإحراق طعام الناس بقول الله تعالى:
“مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّه”
وقد ذكرنا مراراً أن المشكلة ليست في ثبوت المرجع الديني أو عدمه !!
المشكلة في الغلوّ في الدين، فهذا ما حذّرنا منه رسول الله ﷺ، كما فعل في حجة الوداع عند رمي الجمرات إذ قال لابن عبّاس وهو واقف على راحلته [الناقة]:هات الْقُطْ لي، قال ابن عباس: فلقطت له حصيات هُنّ حصى الخذف، فوضعهن في يده، وقال ﷺ:
“بأمثال هؤلاء فارموا، وإيّاكم والغلوّ في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلوّفي الدين”
حصى الخذف أي كحجم حبّة الفول أو الحمص، ولإفهام الأعراب قال بعض العلماء: هي بحجم بعرة الغنم !
رمي الجمرات عمل رمزي لكن الأحمق الراغب في إظهار المزيد من التديّن قد يزيد في الحجم فيفلق رؤوس الحجيج إذا أخطأ التسديد وقد يصل الغلوّ مع مرور السنين إلى الرمي بالمقلاع والمنجنيق كما فعل الحجاج بن يوسف الثقفي حين دمّر الكعبة ليقتل ابن الزبير وكان يظن أنه يفعل ذلك تديّناً وتقرّباً إلى الله.
تابع لتعلم تفسير الآية التي احتجوا بها