“إرهاب الإسلام السياسي” مرتبط بالغلوّ في التكفير، ولذلك عُقد مؤتمر عالمي لمناهضة الإرهاب في المدينة المنورة 20 سبتمبر 2011 تحت عنوان:
“ظاهرة التكفير، الأسباب، الآثار، العلاج”
شارك فيه نحو 120 من كبار الشيوخ والخبراء من 24 جنسية.
ولأنّ الإرهاب الحديث مرتبط بالسياسة فإنّ التحليل التاريخي في هذا المجال قد يأتي من منظارين:
– سياسي
– وفلسفي منطقي
ولعل هذا هو السر في حذف كلمة “الجذور” من عنوان المؤتمر العالمي لأنّ التاريخ الإسلامي لم يخلُ في عصر من العصور من شطحات التكفير، والتحليل السياسي قد يعتريه خُبث وتدليس واختلافٌ في الرؤى والمصالح السياسية، فينشغل الناس بتقاذف التهم عن جوهر المشكلة.
ثم إنّ الفكرة الأيديولوجية قد تنبع من بلدٍ كخاطرة عابرة وحدث زائل ثم تترجم كحركة ظاهرة في بلد آخر، فالتنقيب عن الجذور التاريخية في مثل هذه الحالة مضيعة للوقت بلا فائدة إلا إذا كان الجذر هو العُقدة المرتبطة بجوهر الحركة وبحلّها تُحلّ المشكلة.
ولذلك فإني أقدّم للقارئ في هذه المدونة تفصيلة غير تقليدية، أبيّن بها جذور المشكلة بتحاليل منطقية وبراهين بَيِّنة الانتظام، جَلِيَّة الترتيب بحُلْوِها ومُرّها، فمن كان متجرّداً عاقلاً فليتفضّل للمتابعة..
ويُحكى أن أفلاطون كتب على بابه:
“من لم يكن مُهندساً فلا يدخلنّ منزلنا “
[تاريخ ابن خلدون 1/640]