تحول الإخوان المسلمين من المصرية القُطرية إلى العالمية الإسلامية

هذا موضوع خطير جدّاً لا يمكن الوصول فيه إلى الحقيقة إلا بالإنصاف، ومن الإنصاف هنا أن نذكّر العالم بأنّ الفيروس الداعشي بدأ من أوروبا، نشأ من إرهاصات النزعة الاستعمارية والحرب الأوربية الكبرى التي سمّيت بعد الثانية بالحرب العالمية الأولى، في تلك الفترة من التاريخ الإنساني تجارى الفيروس الداعشي بالأًمم كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه ففشت حَميّةُ الجاهلية والنزعة العدوانية والشعور بالتفوّق العِرقي ولذلك أصبح المجانين في ذلك العصر هم أصلح الناس للزعامة لأنّ ذلك الشعور العدواني – غير الإنساني وغير المعقول – أصبح كالحمم البركانية المكبوتة في صدور الناس لا يجرؤ على البوح بها إلا مجنون سليط اللسان، فصيح البيان كالشاعر جرير الكلبي أو قيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى.

وهو كافٍ للجواب عن السؤال المُحيّر:

كيف لأُمّةٍ عظيمة مثل إيطاليا أو ألمانيا أن تسمح بصعود المجانين إلى قمّة الزعامة ؟

هذا فكّ اللغز باختصار؛ الجنون الداعشي بدأ من أوروبا العُظمى وكان له مبرّراته الشبيهة بتنازع السباع على الحِمى والفرائس فجاء رَجْعُ الصدى من أطراف الأرض من القويّ والضعيف فكانت سنّة البقاء في شريعة الغاب.

 “ولئن كان الرايخ الألماني يفرض نفسه حامياً لكل من يجري في عروقه دم الألمان، فإن العقيدة إسلامية توجب على كل مسلم قوي أن يعتبر نفسه حاميا لكل من تشربت نفسه تعاليم القرآن. فلا يجوز في عرف الإسلام أن يكون العامل العنصري أقوى في الرابطة من العامل الإيماني، والعقيدة هي كل شيء في الإسلام، وهل الإيمان إلا الحب والبغض؟”.

[كتاب مجموعة رسائل الإمام حسن البنا]

تلك هي بداية الخروج من القُطرِيّة إلى العالمية، من مصر إلى العالم الإسلامي، هتلر خرج إلى العالم من باب العنصرية العرقية الجرمانية، فخرج إليه “حسن البنا” من نافذة “الولاء والبراء” و “نُصرة المستضعفين من المسلمين”.

تابعوا لتعرفوا كيف تطوّرت الأفكار الداعشية بعد ذلك، وكيف تمكّن حسن البنا من القفز إلى قمرة القيادة الإسلامية العالمية وكيف سلكت القاعدة وداعش قالب البنا …

يتبع

نادى الرايخ الألماني “هتلر” بحماية الشعب الآري وبناء الإمبراطورية الجرمانية، فجاء رجع الصدى من الزعيم الإسلامي حسن البنا، أجابه بقوله :

نسخة للطبع نسخة للطبع