أول كارثة طبيعية كبرى في التاريخ الإسلامي وقعت في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في بلاد الحجاز خير بقاع الأرض، في الجيل الأول الذي أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
“خير أمتي قرني، ثمّ الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم”
كارثة امتدت لتسعة أشهر من القحط والجدب الشديد فأنتجت أزمات خانقة لا طاقة للناس بها ..
أزمة اقتصادية؛ نفدت خزائن بيت المال فأفلست الدولة …
أزمة سقي ورعي أدت إلى نقص حاد في الثروة الحيوانية ومخزون الحبوب والتمور والمحاصيل الزراعية…
أزمة صحّة عامة بتفشي أمراض الجوع على نطاق واسع.
أزمة لحوم فاسدة كما جاء في رواية الطبري أنّ الرجل في عام الرمادة كان يذبح الشاة فيعافها من قُبحها، وإنه لمُقفر.
أزمة في قطاع النسيج [سيأتي الحديث عنها].
أزمة ألبان الأطفال بجفاف ضرع الأمهات وانعدام الألبان الحيوانية البديلة.
أزمة سكن بعد أنْ نزح إلى المدينة من البوادي والأرياف ألوف من الأعراب الحفاة العراة المفلسين فلم تفلح سياسة التوزيع والقسمة والمؤاخاة التي اتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفريق المهاجرين وتوزيعهم على دور الأنصار رضوان الله عليهم جميعاً …
وغيرها وغيرها
سيّدنا عمر والذين معه لم يقصّروا في مواجهة الكارثة لكنّ الرقع اتسع على الراقع حتى أعلنت “الحجاز دولة منكوبة”
سؤالي هنا للعقلاء من المفكّري:
ألم تكن تلك النكبة الاقتصادية والصحية في العصر الذهبي الأسطوري الذي يُضرب به المثل في العدل والإحسان، فلماذا لم تحل الشريعة الإسلامية دون وقوع الكوارث الطبيعية وتبعاتها على المجتمع الإنساني؟
يقولون الإسلام هو الحل ..
والشريعة الإسلامية هي الحل …
فذاك الذي كان في عهد الفاروق ألم يكن إسلاماً؟
ما نفعل بقوله تعالى :
“وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم”
؟؟؟
ما تفسيره وما تأويله؟
يأتيكم الجواب إن شاء الله