هذا هو الشعار الذي ترفعه الأحزاب السياسية الإسلامية عند كل حملة انتخابية في الدول الإسلامية التي تعاني من أزمات اقتصادية خانقة، وهو الذي مكّن “الإخوان المسلمين” من الوصول إلى سُدّة الحكم سنة 2012 لأنّ الهمّ الأكبر للشعب المصري هو الخلاص من الفقر المُدقِع، والبلوغ إلى مَخْرجٍ من الأزمة الاقتصادية الطاحنة فاستبشر الناس من الشعار خيراً.
“الإسلام هو الحلّ” شعار قوي، قويٌّ جدّاً، يبشّر بالفَرَج بوَتَرٍ ديني عاطفي وعقائدي، لا يجرؤ مسلمٌ منتسبٌ إلى الإسلام على صدّه أو مناكفته – تماماً – مثلما فعلت الحرورية لمّا خرجت على الأمة بشعار صاروخي لا يُصدّ ولا يُرَدّ، موجّه بنظام “لا” النافية للجنس التي تفيد العموم المطلق وتوحي بالحقيقة المطلقة فقالوا:
“لا حُكْمَ إلا لله”
حتى سيّدنا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين رضي الله عنه بما لديه من علم وحيلة لم يقدر على صدّ الصاروخ الحروري فأجابهم بقوله:
“كلمةُ حقٍّ أُريد بها باطلٌ”
[رواه مسلم في الصحيح]
فهل تعلم لماذا عجز أمير المؤمنين عن صدّ الصاروخ الحروري؟
الجواب: لأنه شعار مُحكَمٌ بلفظٍ مشترك ذي وجهين:
– فمن وجهٍ هي كلمة حقّ، لا حُكمَ ولا إرادة ولا مشيئة إلا لله الواحد القهّار. “إنِ الحكمُ إلا لله”
– ومن وجهٍ آخر هي كلمة باطل لأنّ الله تبارك وتعالى أثبت الحكم لغيره فقال سبحانه:
“فابعثوا حَكَماً من أهله وحَكَماً من أهلها”
وأثبت الإرادة لخلقه فقال جلّ وعلا:
“والوالدات يرضعن أولادهنّ حَوْلَيْن كامِلَيْن لمن أراد أن يتمّ الرضاعة”
وأثبت المشيئة لعباده فقال سبحانه:
“نساؤكم حرثٌ لكم، فاتوا حرثَكُم أنّى شئتم”
و “أنّى” تفيد العموم المطلق فالرجل يشاء ما شاء بالطريقة التي يشاء لقضي إربه ويفكّ عقدته.
فالإشكال وما فيه فسّره الله بقوله تبارك وتعالى:
“وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ربُّ العالمين”
وكذلك الأمر في “الإسلام هو الحل”
جملة خبرية بمذاق حُلْو، بلفظ متشابه مشترك ذي وجهين:
– فمن وجهٍ هي كلمة حق.
– ومن وجه هي كذبة كبرى، وصاروخ إخواني من الطِرْزِ الحروري، موجّه بنظام “أبي لمعة” … أتذكرونه؟