بعد أن نشرت السلطات الفرنسية آلاف الجنود والمسلحين المدجّجين بالبنادق وأجهزة الرصد والمراقبة في العاصمة الفرنسية “باريس” لتأمين بطولة كأس الأمم الأوربية جاء الوعيد الداعشي من حيثُ لم يحتسبوا، في مكانٍ آخر، وفي وقت آخر، بسلاحٍ آخر، ومن صنفٍ آخر، من مختل منفردٍ لم يكن في حسبان أحد، من مريض كان مُدرجاً على سجلاّت المصحّات النفسية، ومدوّناً في سجلاّت وزارة العدل من أصحاب السوابق المخلّة بالمروءة، قيل كان يعاقر الخمر ويتعاطى المخدّرات، لا يصلي ولا يصوم قبل أن يتحوّل في فترة زمنية وجيزة جدّاً إلى جنديّ من جنود الدولة الإسلامية، مجاهد يحمل لواء الإسلام ويغزوا وراء البحار بالنيابة عن الخليفة !!!
هذا الصنف الجديد من التركيبة الإرهابية هو النسخة المتطوّرة التي حذرنا منها مراراً وتكراراً لأنّ الأفكار الدينية الشاذة التي يدعو إليها فقهاء دواعش هي عبارة عن خلطة جنونية شيطانية خارج نطاق المعقول والمنقول، لا يصدّقها إلا سفيه، ولا يقنع بها إلا معتوه، ولا ينقاد لها إلا مختلّ معتلّ العقل.
يهذا خُدعت الأجهزة الأمنية الفرنسية بعد أن صدّقت أكذوبة انتساب الإرهاب إلى الإسلام فمَلَأتِ المساجدَ والجامعات والمدارس الفرنسية بالجواسيس لمراقبة المسلمين، وضيّقَتْ الخناق على الغافلين من الجالية الإسلامية، وتُركت البيران وأوكار المافيا والمصحّات النفسية !