ذكر الحافظ ابن حجر في شرح الصحيح أن الإمام النسائي صاحب السنن جمع ما روي من الأحاديث النبوية في فضل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في كتاب خاص سمّاه “الخصائص”، وختم الحافظ ابن حجر شرح كتاب فضائل علي من صحيح البخاري بقول:
“روينا عن الإمام أحمد [يعني ابن حنبل] أنه قال :
ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب” اهـ
ثم قال الحافظ ابن حجر في موضع آخر:
“أورد ابن الجوزي في الموضوعات بعض الأحاديث [يعني في فضل معاوية ] التي ذكروها ثم ساق عن إسحاق بن راهويه أنه قال :
” لم يصح في فضائل معاوية شيءٌ”
إلى قوله:
“وأخرج ابن الجوزي أيضاً من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألتُ أبي : ما تقول في عليّ ومعاوية ؟
فأطرق، ثم قال :
“اعلم أن عليّاً كان كثير الأعداء ففتّش أعداؤه له عيباً فلم يجدوا فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيداً منهم لعلي”.
وعقب عليه الحافظ بقوله : “فأشار بذلك إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد وبذلك جزم إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما والله أعلم”.
[ فتح الباري ج7 /83 باب ذكر معاوية رضي الله عنه] .
وسواء صحّت بعض الأحاديث في فضائل سيدنا معاوية أم لا فمن الواضح جداً أنه لا مجال البتة للمقارنة في الفضائل بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، لكن العجب من شيء آخر !
إنّ كل من يقرأ ما جاء في فضائل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الأحاديث الصحيحة والمتواترة ليعجب كيف فشل الإمام علي في توظيف ما خصّه الله به من النصوص النبوية؟؟؟
وكيف نجح معاوية – غفر الله له – في تحريض أهل الشام على حرب أمير المؤمنين ! في صراع طويل انتهى بتنازل الحسن بن علي لمعاوية !
هنالك شيء واحد اتفق عليه الجميع، من يحب معاوية ومن يكره معاوية ومن يلعن معاوية، وهو الاتفاق على أنه كان “داهية” فلم يخطئوا إذ قدّموه على دهاة العرب … كما اتفقوا على دهائه في توظيف الدين لأغراض سياسية وبدهائه تغلّب فكانت له الدولة .