كارثة المغول انتهت بمعجزة إسلامية

 أذلَّ “جنكزخان” المسلمين وكسر حفيده “هولاكو” شوكةَ الإسلام بالقبض على أمير المؤمنين الخليفة “المستعصم بالله” سنة 656 هـ، فطًويَت صفحة الحضارة الإسلامية.

لم يقنع هولاكو بما غنمه من الكنوز الظاهرة فقال للخليفة: 

“إنّ الأموال التي تملكها على وجه الأرض ظاهرة وهي ملك عبيدنا، لكن اذكر ما تملكه من الدفائت، ما هي ؟ وأين توجد ؟ فاعترف بوجود حوض مملوء بالذهب في ساحة القصر فحفروا الأرضَ حتى وجدوه كان مليئاً بالذهب الأحمر، وكان كله سبائك تزن الواحدة مائة مثقال”. 

ذكر ذلك الهمذاني في تاريخ المغول وعقّب على الخبر قائلا :

“قصارى القول أن كل ما كان الخلفاء قد جمعوه خلال خمسة قرون، وضعه الغول بعضه على بعض فكان كجبل على جبل”. اهـ

وهرب من نجا من المسلمين إلى الأنفاق ومواقد الحمّامات ففتح هولاكو الماء على بغداد خمسين يوماً فأغرقها بمن فيها، ولم يقدر هولاكو على المكث فيها لعفونة الهواء من كثرة الجثث، ولما جاءت أمداد الأتابك الأيوبيين من الموصل وأربيل وحلب كسرهم هولاكو وأذلّهم ولحق من فرّ منهم حتى أخذ الموصل وأربيل وحلب وكتب إلى أهل الشام رسالة لعينة يستهزئ فيها من الله والإسلام والقرآن جاء في مطلعها:

“أما بعد فقد نزلنا بغداد سنة ستّ وخمسين وستمائة فساء صباح المنذرين، فدعونا مالكَها فأبى فحقّ عليه القول فأخذناه أخذاً وبيلاً”..إلخ.

تلك النهاية الكارثية تلخّصها كلماتُ أخيرة تلفّظ بها الخليفة قبل دسّه في الجالوق إذ أنشد يقول:

وأصبحنا لنا دارٌ كجنّات وفردوسِ         

      وأمسينا بلا دارٍ كأنْ لَمْ نغنَ بالأمسِ

!!!

الله الله الله

أين اللهُ ؟

اشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجِ   ***    قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ
وَظَلامُ اللَّيلِ لَهُ سُرُجٌ     ***   حَتّي يَغشَاهُ أبُو السُرُجِ
 
وَسَحَابُ الخَيرِ لَهَا مَطَرٌ  ***   فَإِذَا جَاءَ الإِبّانُ تَجي

ثم جاء الفَرَجُ 

جاء بمعجزة

طوى الله تلك الصفحة بكلمة طيبة من رجل طيّب

 صدّق أو لا تصدّق

جاء الفرج مصدّقاً لقول الحق تبارك وتعالى 

“في بضع سنين، لله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ”

“ويأبى اللهُ إلا أن يتمَّ نورَه ولو كَرِهَ الكافرون”

جاء الفرج مصدّقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

“إنّ القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها كيف يشاء”

“إنّ الله رفيق يحبّ الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يُعطي على العُنف”

جاء الإبّان وجاء الفرج؟

في طريق السفر التجاري أي كما بدأت الكارثة

خرج ابن عمّ هولاكو الملك “بركة خان” في سفر فمرّ على قافلة تجارية فيها رجل من خيار المسلمين فسمعه يقرأ القرآن الكريم فجلس إليه وأنصتَ، فعرَضَ القارئ على الزعيم محاسن الإسلام فألقى الله في قلب المغولي محبّةَ الإسلام فأسلم فتبعه قومه، فألقى الله في قلوب المغول حُبَّ الإسلام فدخلوا في دين الله أفواجاً حتى بلغ قلبَ ابن هولاكو فأسلم فاضطرب الأمر على الطاغية، ثم تحالف “بركة خان” مع زعماء المسلمين وانقلب معهم على هولاكو، فطُويَت صفحة عبّاد الشمس بأسرع من الزمن الإعجازي الذي نُشرت فيه، ويسّر الله هزيمة هولاكو في معركة “عين شمس” بقيادة سيف الدين قطز بن ممدود بن خوارزم شاه وكان عبداً من عبيد المغول بيع للمسلمين فكسر الله به شوكة عباد الشمس.

أشرق نور الإسلام من جديد

وتبيّن للناس أنّ البيضة التي ارتطمت بالأرض لم تنكسر ولم تَكُ بيضةَ نعامة بل اردّت فصعدت في السماء ..

بركات الله لا تنقضي فاصبروا حتى تروا بقية المعجزات

نسخة للطبع نسخة للطبع