يُقالُ: إنْ أردتَ أن تخطف أبصار الناس وتلفتهم إليك فعليك أن تأتيهم بعجيبة الدهر ؛ بمُنكَر ونكير !
[“المُنكر” في المصطلح اللغوي القديم هو الأمر القبيح المستغرب على سبيل الذم، و”النكير” فهو الأمر الصعبُ المَنيع، يُقال :حصن نكير أي لا يقدر أحد على اقتحامه]
بعض المغمورين في الدول الغربية يبحثون عن الشهرة والنجومية مهما كان ثمنها فيأتون الناس بعجائب الدهر، كساحر السيرك حين يعلو خشبة المسرح متوشّحاً بالسواد وبيده سيف لامع فيُلقى الرعب في قلوب الناس من خِفتِه !
يخطف الأنظارَ ويحبس الأنفاسَ ويبدأ عرضَه بمشهد ذميم مقيت لكنه عجيب غريب وصعب منيع، يضرب أحدهم بالسيف فيقسمه إلى قطعتين، فيعلو الضجيج والعويل، ويسقط ناسٌ مغشيّاً عليهم من هول ما يرون ويسمعون، ويقيء ناسٌ من بشاعة المشهد، ومنهم من يغمض عيناً ويفتح أخرى رهبةً ورغبة في متابعة الإثارة …
وهذا هو حال الساسة في الدول الغربية يأتون الناس من الغرائب ما هو أشدّ نكارةً من إحياء الرِقّ وإعادة فتح أسواق النخاسة! لأن مُنكرات الدواعش هي – في الآخر – قناعات مطابقة لعقائدهم وشرائعهم التي يؤمنون بها، أما أطروحات الساسة الغربيين لجوهر المبادئ الديمقراطية التي بُنيت عليها حضارتهم الحديثة، ومن تلك العجائب المطالبة بحظر دخول المسلمين إلى الدول الغربية ؟
طرح “مُنكَر ونَكير” مثل هذا مِنْ شأنه – بالطبع – أنْ يُحرّك المياه الراكدة وهيّج الساحات السياسية والإعلامية وشبكات التواصل في الداخل والخارج، ومن شأنه أن ينشّط معاهد الدراسات والبحوث السياسية..
من الطبيعي جداً أن تختلف الآراء والتعليقات والتحليلات …
– أهي مجرّد “فقاعات إعلامية” تنتهي بانتهاء الحملات الانتخابية؟
– أم هو انتشار جديد لفيروس “جنون البقر”؟
– أم هي لعبة بهلوانية تُفزع الصغار ولها خبايا يفهمها الكبار؟
– هل تكمن الخطورة في انعكاسات تلك التصريحات لأنها تغذي العنف وتدعم الدعاية الداعشية في استقطاب المتطرفين؟
– أم الخطورة في تزايد الإسلاموفوبيا؟
– أم الخطورة في الاقتصاد وتحوّل روابط المسلمين وعلاقتهم إلى المعسكر الشرقي؟
هنالك بالطبع تعليقات وتحليلات وتساؤلات أخرى كثيرة جداً نُشرت في الإعلام ووسائل التواصل، تدور بين الجدّ والهزل، قابلة للزيادة إذ لم يزل عقلاء العالم تحت تأثير صدمة تلك التصريحات عجيبة …
وهنا أسجّل ملاحظتي الخاصة عن أخطر ما في الحَدَث ، خذوها على مَحمَل الجد فستذكرون ما أقول لكم.
وللحديث بقية ….