نتابع بحوار فكري هادئ ….
ألم يَرْوِ الإمامُ مسلم في الصحيح بالإسناد الصحيح عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه وكان قد بايع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مرّتين تحت الشجرة على الموت ومع ذلك فقد ذكر سلمة بن الأكوع في روايته أنه قد سمع أربعة من المشركين يسبّون النبي صلى الله عليه وسلم ويشتمونه بعد انعقاد الصلح فأبغض فعلهم ، وأعرض عنهم ، وتركهم ولم يفعل لهم شيئاً ، وقد كان قادراً على قتلهم كما توضح الرواية !
أفاتكم هذا ؟
المؤرخون مجمعون على القول بأن الرسوم المسيئة “الكاريكاتورية” التي كانت في جوف الكعبة وعلى جدرانها لم يتمّ محوها إلا بعد الفتح في السنة الثامنة من الهجرة أي بعد أن نقضت قريش عهدها بالقتال ففتح المسلمون مكة المكرمة وأسلمت قريش فانتقلت السيادة على مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان في جوف الكعبة صورة مهينة لسيّدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في أيديهما الأزلام وهي رجس من عمل الشيطان فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج الصور وقال : ” قاتلهم الله والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط ” ، ثم دخل الكعبة فكبر في ناوحيها . كما رواه البخاري في صحيحه وفي رواية أخرى عن أسامة بن زيد قال : ” دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة ورأى صوراً قال فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحوها ” .
لماذا تُدلَّس هذه الحقائق التاريخية عن شبابنا وأبنائنا …
لماذا لا يؤخذ الدين كاملا كما نزل ….
الاستهزاء والسخرية من الأديان والمقدّسات أمر بغيض مشين …
لا خلاف في ذلك …
لكن مجرد السخرية والاستهزاء باللسان أو الريشة والقلم لا يوجب القتل والقتال في الشريعة الإسلامية المجيدة ..
القتال هو علّة القتال فمن زاد على ذلك فقد اعتدى ..
هذه هي الشريعة الإسلامية كما أمر الله تعالى بقوله :
“وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين “.
السفيه الساخر له علاج آخر بيّنه الحق تبارك وتعالى في مواضع من القرآن الكريم …
للحديث بقية …