كتاب “حلية الأولياء” أنموذج للتصوّف المحمود …
كتبه الحافظ المحدّث أبو نُعيم الأصبهاني وما أدراك ما الأصبهاني ..
ولد أبو نعيم الأصبهاني الصوفي السنّي سنة 336 هـ ، وتوفي سنة 430 هــ ، وألف كتاباً كثيرةً جداً منها كتاب ” حِلية الأولياء وطبقات الأصفياء ” .
أورد أبو نعيم في الحِلية نحو 700 ترجمة لأئمة الأولياء الأصفياء في القرون الإسلامية الأولى ، وروى عن كل إمام منهم طرفاً من أخباره وحِكَمه بالرواية المسندة .
أبو نُعيم وما أدراك ما أبو نُعيم ..
يكفي لبيان جلالة قدرِهِ وصفُ الإمام الذهبي إذ قال فيه :
“هو الإمام الحافظ ، الثقة العلاّمة ، شيخ الإسلام ، الأصبهاني الصوفي ”
فكفى بذلك توثيقاً وثناءً ..
أبو نعيم كانت له همّة منقطعة النظير ، هل تعلم أنه قد ألّف ألفَ كتاب وكتاب ، كلها من الكتب الضخمة العزيزة النفيسة منها ” المستخرج على الصحيحين ” روى فيه كل ما رواه البخاري ومسلم بإسناده المستقل فجبر المنكسر ، وبيّن المبهم ، وأتمّ الناقص ، ولا يخفى ما في المستخرجات على الصحيحين من فوائد جليلة يعرفها أهل الصنعة .
وله من المؤلفات : ” تاريخ أصبهان ” و ” دلائل النبوة ” و ” صفة الجنة ” و ” فضائل الصحابة ” و” علوم الحديث ” و ” معجم الشيوخ ” و ” النفاق ” وغيرها كما قال الذهبي : مصنّفاته كثيرة جداً .
أما ” الحلية ” فهو كتاب ضخم منقطع النظير في بابه ، طبع في عشر مجلّدات .
أشفق على من فاته الاطلاع عليه في هذا الزمان ..فيه من كنوز الحكم والمواعظ ما لا قدرة لي على وصفها .
وهو مرجع عظيم لتطهير التصوّف من البدع والخرافات الدخيلة ، ومرجع عظيم يُستعان به لإحياء التصوّف السنّي