الإخوان المسلمون حركة انتهت مدّة صلاحيتها

حركة الإخوان المسلمين أشبه بمنتج غذائي ذي صلاحية محدّدة الزمان والمكان، كان لها في القديم الغابر حَسَناتٌ تغلب السيّئات، حتى استوفت زمانها وانتهى أجلها فأصبح ضررها أكثر من نفعها فآنَ أوان حَلّها والخلاص منها إلى غير رجعة.

تذهب الحركات ويموت الأئمة ويفنى المجدّدون ويبقى الإسلام ما دامت السماوات والأرض، ويبقى أجر الصالحين عند الله محفوظاً، لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.

لستُ أوّل ولا آخر من يطرح هذا الطرح المرير، وإني لأعلم أنّ مجرّد الإشارة إلى شهادة الوفاة أمرٌ يشقّ على الإخوان تحمّل سماعه كما شقّ على الأصحاب الأخيار الإقرار بسقوط العضباء وخروجها من حلبة المنافسة !

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كان للنبي صلى الله عليه وسلم نَاقَةٌ تُسَمَّى العَضْبَاءَ لا تُسْبَقُ أَوْ لَا تَكَادُ تُسْبَقُ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ فَسَبَقَهَا فَشَقَّ ذَلِكَ على المسلمين حتى عَرَفَهُ فقال رسول الله:

“حَقٌّ على اللهِ أَنْ لا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ”

 [رواه البخاري]

لماذا وَجَبَ حَلُّ جماعة الإخوان المسلمين؟ 

هذا ما سنناقشه بالحُجج والأدلة في زاوية هادئة بعيداً عن صخب التعصّب وضجيج المهاترات، فلا تظنّوا أني مناصرٌ للسيسي ولا تحسبوا أن أعشق حكم العسكر فقد ذكرتُ لكم من شواهد التاريخ وتجارب الإنسانية ما يدلّ على انحراف الطريقة التي تدار بها البلاد المصرية وانجرافها إلى الهاوية في زماننا لكني أقول – والحقّ يُقال -:

إنّ حلّ جماعة الإخوان المسلمين هو الحلّ، أو بعبارة أدق: هو جزءٌ من الحلّ، وهو الدواء المُرّ الذي لا مَخرج من الفتن التي يتخبّط فيها العالم الإسلامي إلا بتجرّعه …

عليكم بالسكينة، طوّلوا بالَكم ووسعوا صدوركم لتسمعوا الرأي الآخر من داخل الحركة الإسلامية ..

والله من وراء القصد

يتبع

نسخة للطبع نسخة للطبع