قال الله جلّ وعلا :
” قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً ، الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً ”
وقال الحق جل جلاله :
” أفمن أسّس بنيانَه على تقوى من الله ورضوان خيرٌ ؟ أمْ مَنْ أسس بنيانه على شفا جُرُفٍ هارٍ فانهار به في نار جنهم ، والله لا يهدي القوم الظالمين “
صدق الله العظيم
هل تعلم أين مهبط الفتن والشرور ؟
حيثُ يُبنى الحقّ على الباطل ..
ينهار البنيان بأصحابه إلى هاوية الجحيم … وذلك هو الخسران المبين
روى ابن أبي عاصم في كتاب السنة بإسناده الصحيح عن عبيد الله بن أبي رافع قال : إنّ الحرورية [ يعني الخوارج ] هاجت وهو مع علي بن أبي طالب ، فقالوا : ” لا حُكم إلا لله “
فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
” كلمةُ حقّ أريد بها باطل ”
حكمة بالغة أجراها الله على لسان الخليفة الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف حركة الخوارج الأُوَل !
حركة ثورية دينيّة جهادية هاجت باسم الإسلام العظيم ، شعارها كلمة حقّ ، وبناؤها على جُرفٍ هار …
ودارت الأيام والسنون كلما طلع قرن قُطع ، كلما طلع قرن قُطِع ، حتى طلع علينا أخيراً قرنٌ من قرون الشيطان …
أحداث الأسنان … سفهاء الأحلام .. يزعمون عودة الخلافة فتأمّل الناس أن تكون خلافة على منهاج النبوة فإذا بها :
خلافة على خرافة
زخرفت ببواطيل وزيّنت بأكاذيب نسبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم زوراً وبهتاناً فكان حال البغدادي ومن معه كحال جهيمان وأتباعه ممن استحلّ الكعبة المكرّمة ، وقطع السبل إلى المسجد الحرام وروّع الآمنين ، وأفزع الراكعين الساجدين بضلالات مبنيّة على خليط من الأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة ومزيج من الأفهام السقيمة والأمراض النفسية ….
كرهوا أنفسهم فسعوا إلى جرّ الأيام جرّاً ليعجّلوا قيام الساعة ونزول المخلّص ..
فأخزاهم الله وأهلك مَهْديهم المزعوم فانفرط عقدهم وقال كبيرهم بعد فوات الأوان :
” إنما فتنتم به ” .
إنّ في ذلك لعبرة لأولي الألباب وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” لا يُلدغ المؤمن من الجحر مرّتين ”
قطع قرن جهيمان واستراح الناس من شرّه فطلع علينا قرن البغدادي …
خلافة على خرافة …
ميدانها هذه المرة : العراق والشام ، ساحة الفتنة الأولى بين المسلمين …
ومرة أخرى نجد أنفسنا مضطرين للخوض في مثل هذه الأمور نصيحة لله … والله يهدي من يشاء .
سأكتب إن شاء الله ما تيسّر من الحجج والبراهين للدلالة على فساد الأصل الذي بُنيت عليه حركة البغدادي ، لكن الأمر كما تقدم ؛ خليط من الخير والشر ، والحق والباطل مما أوجب ضرورة التقسيم والتفصيل ليَميز الحق من الباطل ، ولذلك سأقسم الكلام عن حركة البغدادي إلى ثلاثة أقسام :
الأول / بيان ما دُسّ في السنة النبوية من الأحاديث المزوّرة والمصنوعة عن الخلافة ونبوءات العودة .
الثاني / بيان ما دُسّ في السنة النبوية من الأحاديث المكذوبة والموضوعة في الفتن والملاحم وما جاء في العراق والشام وما سيكون في آخر الزمان .
الثالث / بيان ما شاع واشتهر من المفاهيم الباطلة المتعلقة بالخلافة والسياسة الشرعية ..
ثم نعرج بعدها على البغدادي وخرافته