“الحبّ في الله والبغض في الله” من عقيدة الولاء والبراء، والأحاديث النبوية المأثورة في فضيلة الحب في الله والبغض في الله كثيرة متواترة المعنى، منها على سبيل المثال ما رواه الشيخان في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“سبعة يظلّهم الله في ظلّهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ”
فذكر منهم :
“ورجلان تحابّا في الله، اجتمعا عليه وتفرّقا عليه”
بعض المتأخرين يكره استعمال مصطلح “العقيدة” باعتبار عدم وروده في النصوص القرآنية والنبوية، لكن العلماء إنما رخصوا في استعماله كمصطلح علمي للدلالة على القضايا الإيمانية المتعلقة بأصل الإسلام دون غيرها، ثم إنّ الإيمان بالله جل وعلا له عُرى ليست على درجة واحدة، بعضها أوثق من بعض، والعروة في اللغة العربية هي الحلقة التي يُعقد بها الحبلُ، فإن كانت الحلقة محكمة وعُقدة الحبل غير قابلة للحلّ أي الفك والنقض سمّيت وثاقاً، وهي من الكلمات القرآنية قال الله جل وعلا:
“فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى”
ولتقريب المعنى؛ تخيل لو أن لديك سيارة قد أعطبت فأردت جرّها بأخرى صالحة، فأنت بحاجة – أولاً – إلى حبل متين قبل البحث عن عروة لعقد الحبل بها، وقد تصلح المرآة ونحوها لربط الحبل المتين بها لكنها لا تصلح فزيائياً لجرّ العربة والعيب فيها وليس في الحبل، ولذلك تبحث عن العروة الملتحمة بالشاصي ثم تربط الحبل الغليظ المتين بعقدة غير قابلة للحل .. فتلك هي العروة الوثقى وذلك هو الميثاق الغليظ.
يعني درنا درنا ورجعنا إلى العُقدة أعني العقيدة ولا مشاحة في الاصطلاح، ومن ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أوثق عُرى الإيمان: الحبُّ في الله والبغضُ في الله”.
أنت تؤمن بالله جل وعلا … صحيح ؟
لكن كيف تحافظ يا مؤمن على الإيمان ؟
كيف تحافظ على إيمانك بالله معقوداً بقلبك من جِهَتِك كي تحفظ رابطة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر حلوِهِ ومُرِّه ؟
الحبّ في الله والبغض في الله أوثق عُرى الإيمان