بعد ستة وثمانين عاماً من تأسيس المملكة السعودية قرر مجلس وزراء المملكة – أخيراً – إلغاء عمل “النظام الإداري” بالتقويم الهجري واستبداله بالتقويم الميلادي ابتداءً من فاتح محرّم 1438 هــ الموافق يوم 02 أكتوبر 2016 م
صحّ النوم، وكل عام وأنتم بخير … خطوة رشيدة في الاتجاه الصحيح.
إصلاح سياسي دنيوي صرف لا يناقض الدين ولا علاقة له بدين، لا صلة له بالولاء والبراء ولا هم يحزنون، إصلاح سيصبّ إن شاء الله في صالح الاقتصاد السعودي.
والآن – للأسف – آن لأهل الجهل بالتاريخ الإسلامي ومقاصد الشريعة الإسلامية السمحة أنْ يشمّروا عن سواعد الاعتراض والانتقاض، فالله المستعان على ما يصفون.
القضية – لحُسن الحظّ – لا تبعد كثيراً عن نوادر الفوائد من “عام الرمادة”، ومن المشتهر في هذا الباب ما رواه الطبري بإسناده عن ابن شهاب الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وقدمها في شهر ربيع الأول أمر بالتأريخ.
قال الطبري: “فذُكِرَ أنهم كانوا يؤرّخون بالشهر والشهرين من مقدمه إلى أن تمّت السنة، وقد قيل إنّ أول من أمر بالتأريخ في الإسلام عمر بن الخطاب رحمه الله” …الخ
ثم سرد ابن جرير الطبري الروايات في ذلك واختلاف الصحابة عند المشورة إذ قال بعضهم: نبدأ التأريخ من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: من هجرته، فأجمعوا على سنة الهجرة ثم قالوا : فمن أيّ الشهور نبدأ، فقال بعضهم: من رمضان، وقال بعضهم: من المحرم فهو مصرف الناس من حجّهم وهو شهر حرام فأجمعوا على المُحرّم.
من هنا تحديداً .. أطلب من القارئ اللبيب أنْ يعيد النظر مرة أخرى في سبب اختيار الشهر المحرّم منصرف الناس من الحج لتتجلّى له الفائدة الخفية …
لقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة على وجه التحديد يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول حين اشتدّ الضحى وكادت الشمس أن تعتدل ….
فلماذا بدأ عمر بن الخطاب تأريخ نظام الدولة الإسلامية من شهر محرّم وليس رمضان أو ربيع الأول؟
تفكّر وتدبّر …