“بُعثتُ بالسيف بين يدي الساعة” خرافة لا تصح عن رسول الله  ﷺ

خرافة أخرى من تخريفات القصاص …رواها قصاص شامي يُدعى عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

” بُعثتُ بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ، وجُعل رزقي تحت ظلّ رُمحي ، وجُعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبّه بقوم فهو منهم ” .

هذا من الأحاديث الثورية يهواها الحربيّون لكن مدار الحديث على ابن ثوبان الزاهد الشامي وعنه تلقّفه المخلطون والمدلّسون فركبوا له أسانيد أخرى لا يفرح بها إلا جاهل بالصنعة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتواتر :

” إن كذباً علي ليس ككذب على أحد ، من كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار ” .

لحمد لله ؛ تفطّن بعض أئمة المسلمين لعلة الحديث فضعّفوه كما ذكرنا في المقال السابق ؛ منهم الحافظ الزيلعي والإمام الزركشي وخاتمة الحفاظ السيوطي وغيرهم من كبار الحفاظ والأئمة ، وسقط بعض أئمتنا في فخّ التراجم المختصرة فحسّنوه ، منهم الإمام الألباني رحمه الله ، أورده في الإرواء وعقّب عليه بقوله : ” وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات غير ابن ثوبان هذا ـ ففيه خلاف وقال الحافظ في التقريب : ” صدوق ، يُخطئ ، وتغير بآخره ” . اهـ

من هنا تساهل بعض العلماء في قبول رواية ابن ثوبان لأنّ وصفه بالصدوق يعني أن الرجل كان صالحاً لا يتعمّد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان سيء الحفظ أو يخطئ في الرواية ، فلما جاء الحديث من طرق أخرى ضعيفة حسّنوه وأمرّوه فجاوزا به قنطرة الأحاديث الصحاح والحسان ، لا حول ولا قوّة إلا بالله .

هذا المبحث أنموذج مثالي للباحث المنقّب عن الحقّ ، الحريص على معرفة ما دُس على النبي صلى الله عليه وسلم من الزيادات المُوَلَّدة المكذوبة .

كما أنّ الباحث المتجرّد سيقف مشدوهاً بعد أن يرى كيف حفظ الله سنة نبيّه صلى الله عليه وسلم بحفظ الملف الصحي لذلك الراوي الزاهد الشامي وحفظ قاعدة البيانات والمعلومات المتعلّقة بشخصه وعمله ومحل إقامته وقدراته العقلية والنفسية .

فأدعو القارئ الكريم إلى التأهّب لمراجعة المعلومات النفيسة التي سأذكرها وأعزوها إلى مصادرها بإذن الله ثم أتركه للحكم على الحديث والله يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم .

نسخة للطبع نسخة للطبع