تلفيق التهم والعبث بمسرح الجريمة

تتمة فوائد قصة يوسف – عليه السلام –


الوقفة التاسعة 

“وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ، فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ، إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ”

   أبى سيّدُنا يوسف – عليه السلام – أن يخرج سريعاً من السجن قبل إظهار الحقيقة فدعا إلى محكمة الاستئناف لنقض الحكم الابتدائي وهو من أصول الإصلاح في المنظومة القضائية.

“قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ، قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ، قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ”

انظر إلى أول برنامج سياسي سعى إليه يوسف – عليه السلام – مع بداية الصعود إلى مرحلة التمكين قبل المطالبة بتصحيح العقائد الدينية أو المطالبة بمنصب وزير المالية للإشراف على برنامج التأمين الغذائي “الخطة السبعية”.

إنّ أول شيء نادى به هو الدعوة لإصلاح منظومة القضاء المصري.

الوقفة العاشرة

“فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ”

حيلة كادَها يوسف – عليه السلام – لإصلاح منظومة القضاء ليعلم الناس أن العدل لا يمكن تحقيقه إن كانت هنالك جهات عليا نافذة يُمكنها العَبَث بمسرح الجريمة حتى وإن وقف القاضي على نقطة الصفر من ميزان القضاء، ولذلك طلب يوسف من الإخوان المسلمين المؤمنين بالله وشريعة إسرائيل أن يُشرفوا هم بأنفسهم على التفتيش القضائي والحكم القضائي بالشريعة التي يختارونها، “قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ، قَالُوا جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ، كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ” أي كذلك نعاقب السارق في شريعتنا وقوانيننا، فجاء الحُكم جائراً …

لفّقوا التهمة لأخيهم بقضائهم وشريعتهم “قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ، فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ، قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ”.

نسخة للطبع نسخة للطبع