استجاب الله للشيخ أبي المعالي فمات الخان “بايقوا” وهو في الطريق إلى سمرقند بلا سيف ولا قتال، فأطلق الجُندُ الشيخَ أبا المعالي، وألقى الله في قلوب المغول محبّته ومهابته في آن واحد فكانوا يلقّبونه “الشيخ الكبير”، وأسلم على يده جماعة من المغول، ثم تجرأ الشيخ مرّة أخرى متسلحاً بسلاح الإيمان والتقوى فزار قبر سيدنا البخاري رحمه الله وهو خراب مدنّس بالأوساخ، فجدّد قُبّتَه وعلّق عليها الستور والقناديل، فسأله أهلُ سمرقند أن يقيم عندهم فأقام أياماً ثم رجع إلى بُخارى فأسلم على يده أميرٌ من زعماء المغول صار بوّاباً للشيخ فسمّاه الشيخ “مؤمناً”.
صدّق أو لا تصدّق !
ذلك الصوفي السنّي الفقيه المحدّث أصبح بعد ذلك شيخَ الزعيم المغولي العظيم “بركاي خان” [بركة خان] حفيد جنكزخان الذي نهض بعد ذلك إلى لابن عمّه هولاكو فكسر التفوّق المغولي …
من هنا جاء الفرج، دعكَ من عين شمس وبطيخ الشأم !
سمع بركاي خان ابنُ عم هولاكو بالشيخ أبي المعالي فسافر إليه من بلغار فوصل بخارى ليلاً بعد العشاء في الثلوج فقام بركاي خان على الباب حتى أصبح فلما دخل على الشيخ قبَّل بركاي خان رِجْل الشيخ ابن المطهّر فألقى الله الإسلام في قلوب جماعة من أمراء المغول فأسلموا، ذكر ذلك الحافظ في كتابه سير أعلام النبلاء 23/366، ولا أدري على وجه القطع إن بركاي خان قد جاء إلى الشيخ مسلماً بعد قصة إسلامه التي ذكرتها سابقاً أم أسلم على يدي أبي المعالي كما جزم الحافظ الصدفي في الوافي بالوفيات إذ ترجم للشيخ قائلاً : سعيد بن المطهّر الإمام القدوة المحدّث سيف الدين أبو المعالي الباخرزي شيخ زاهد عارف كبير القدر إمام في السنة والتصوّف، عُني بالحديث وكتب الأجزاء … إلى قوله :
“وعلى يده أسلم السلطان بركة”
[الوافي بالوفيات ج15/269]
بالله عليكم أليست هذه معجزة !