للمتطرفين عندنا رأيٌ آخر في مونديال كأس العالم لكرة القدم يغشاه بغضٌ وكُرهٌ عميق تمتد جذوره إلى فتاوى الشيخ ابن باز وهيئة الإفتاء إذ فرضت قيوداً وأغلالاً على لعبة الكرة كتحريم لعب الرجال بالسروال القصير لأنّ الفخذ عورة !! وعليه صدرت فتاوى قديمة تقضي بتحريم مشاهد المباريات التي لا تلتزم بذاك الشرط لأن النظر إلى أفخاذ الرجال حرامٌ !!
فمن تلكُمُ “النُكتة” بدأت حكاية “البغض في الله” من“التحريم” إلى “التكفير” !
أيقونة من أيقونات الصحوة الإسلامية تخرّج بجامعة الملك عبد العزيز وحصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية يُدعى “ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي” ألف كتاباً ضخماً من 604 صفحة بعنوان:
“حقيقة كُرَة القدم”
كتاب عجيبٌ تتبع فيه الكاتبُ تطوّر الألعاب الرياضية من سنة 776 قبل ميلاد المسيح مبدأ الألعاب الأولمبية إلى مشاركة المنتخب الكويتي في مونديال كأس العالم لكرة القدم 1982 !!
فَلَتّ وخَبَص خَبيصاً انتهى فيه إلى سرد قائمة من واحد وأربعين محظوراً في الشرع الإسلامي بنى عليها تحريم “كرة القدم” !!!
بدأها بمحظور “ضياع مفهوم الولاء والبراء” حيث اعتبر أن من يقوم بتشجيع اللاعب الكافر أو منتخبات الدول الكافرة فهو كافر بالله، فإن كان ولاؤه من أجل اللعب فقط فهو محرم بل كبيرة من كبائر الإثم والفواحش !!!
وختمها بمحظور “ضرب الخدود وشق الجيوب”، وعرج في طريقه على محظور “التدليك والمساج” !
قد يلومني القارئ فيقول: لماذا قطعت التسلسل في كلام عن القوانين الوضعية بالكلام عن الدكتور ذياب وكرة القدم ؟؟
الجواب : لم أبعد عن موضوع الحاكمية فصاحبنا الدكتور أدرج على القائمة:
“محظورَتحكيم القوانين الوضعية” !!
صدق أو لا تصدّق
وفيه يقول الدكتور :
“قد نُقل الإجماع على تكفير من لم يُحكّم شرع الله تعالى”
“وأن الحُكم بغير ما أنزل الله كفرٌ مُخرج من الملة”
– إلى قوله – :
“والحالة هذه إذا نظرنا إلى قوانين كرة القدم ، وغيرها من ألعاب الرياضة نجد لها قوانين ومواثيق ملزمة على اللاعبين فعلها، وأن يتقيدوا بها مما قد تُفرض على ممارسة الرياضة محاذير شرعية كلبس ٍ يكشف العورة ….”.
– إلى قوله -:
“ومن أخطر تلكُمُ القوانين المعارضة لحكم الله تعالى هو إلغاء حُكم الله في الجنايات والقصاص مثل العين بالعين، والسن بالسن …”.
[كتاب حقيقة كرة القدم صفحة 276 – 279]
عرفتم الآن لماذا أقول دوماً:
إن مشكلة التكفير والخلط في فهم الإسلام المعاصر أعمق من داعش