عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
نَشِيَ الإمامُ حسن البنا بديوان الحماسة للمتنبي فوسّع حدود الامبراطورية الإسلامية العظمى التي سعى لتأسيسها بمنهج مرسومة خطواته، فمطّ حدودَها من أعالي الأندلس إلى صقلية وجنوب إيطاليا إلى البلقان … على أن يكون البحر الأبيض المتوسط حوضاً إسلامياً خالصاً بجزائره وخلجانه، وحَبِّه ورُمّانه، ومطّ الحدود الجنوبية للدولة المصرية إلى سواحل الحبشة وزيلع وهرر وأعالي النيل، وبرّر مطامعه بقوله:
“ولئن كان السنيور موسوليني يرى من حقه أن يعيد الإمبراطورية الرومانية … فمن حقنا أن نعيد مجد الإمبراطورية الإسلامية”
[كتاب رسائل الإمام حسن البنا]
كلمات من زعيم الصحوة الإسلامية لا نجد لها – للأسف – تفسيراً معقولاً إلا على قول من قال: “الهبل بالهبل، والجنون بالجنون، والبادئ أظلم”!
ولو سلّمنا بمبدأ المعاملة بالمثل وأعذرنا صاحبنا بظروف العهد الاستعماري فإنّنا سنلاحظ قياساً مع الفارق، لأنّ مجانين الغرب من أمثال موسوليني وهتلر لمّا ابتلوا بنشوة الاحتلام كانوا في الواقع قد لامسوا المعقول، وكسروا حاجز المستحيل في ميزان القوى.
هتلر تأهّب للفتوحات لما كسر حاجز المئة ألف ورفع عديد قواته المسلحة إلى نحو 3.000.000 جندي بكامل العتاد من الصنع الألماني الخالص، من الرصاصة إلى الغواصة إلى الطائرة فذاك مجنونهم.
أما صاحبنا فخطّ لإخوانه المسلمين مخططا استراتيجيّاً للتطوير إلى مرحلة الغزو والفتوحات لاستعادة امبراطورية الأجداد، “الطريق – كما قال – طويلة” لكن تعالوا نتأمل “الكود السرّي” أو “حاجز التطوير” إلى مرحلة الغزو لنعرف من هو الأحقّ بلقب”الزعيم” !!