يا ناس !!
نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم هو نفسه قد شرّع قوانين وضعية بشرية غير منزلة من السماء إما باعتباره رئيس الدولة أو ربّ الأسرة ونحوه، وكان ذلك معروفاً مفهوماً لدى الراسخين في العلم من السلف الصالح لكنهم عبّروا عنه بمصطلحات قديمة أشكل فهمها على المتأخرين.
أحياناً يُقال: هذه سنة توفيقية وهذه سُنة توقيفية ..
وأحياناً يُقال: سُنة من الرأي والمكيدة أي ليست منزلة من الله كما جاء في قصة الحباب بن المنذر في غزوة بدر.
وأحياناً يقولون: هذه سُنة تشريع وهذه سُنة تدبير أي قانون وضعي لتدبير شؤون الناس.
والقرآن الكريم أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرع قوانين وضعية بشرية قابلة للتغيير والتبديل ومن ذلك سورة التحريم:
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ، تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ”
فالنبي صلى الله عليه وسلم لما حرّم على نفسه شيئاً فأقسم أن لا يقربه إنما فعل ذلك باعتباره رب الأسرة، وباعتباره قانوناً وضعياً ولم يقصد البتة أنه حرام بشريعة الله المنزلة من السماء لأن الله تعالى يقول:
“قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ”
ويقول سبحانه:
“وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ”
النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب على الله وهو القائل:
“أيها الناس إنما أنا بشر إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ فإني لن أكذب على الله عز وجل، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيِي ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ“
[صحيح مسلم]
أفهمتم ؟